سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مستشارة الأمن القومي تتحدث عن القوة الاميركية "المحررة" في العالم الاسلامي . رامسفيلد : الهجوم سيستهدف صدام لا الشعب رايس : سنحشد القوة الكافية لكسب الحرب
شدد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد على ان الهجوم العسكري الذي تخطط له واشنطن سيستهدف الرئيس صدام حسين والمحيطين به وليس الشعب العراقي. فيما أعلنت مستشارة الرئيس الاميركي للأمن القومي كوندوليزا رايس امس ان الولاياتالمتحدة ستحشد القوات الكافية لكسب الحرب على العراق. ووعدت بالعمل لإعادة اعمار هذا البلد بعد اسقاط صدام، وتحدثت عن أخطار ما بعد الحرب الباردة معتبرة ان اميركا "تريد ان تعتبر قوة محررة تكرس نفسها لإحلال الديموقراطية والحرية في العالم الاسلامي". واشنطن، وارسو، لندن - أ ف ب، رويترز - أعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان التدخل العسكري الاميركي في العراق سيستهدف الرئيس صدام حسين والمجموعة المحيطة به وليس الشعب، معتبراً ان هذا الشعب "رهينة لدى مجموعة قليلة من الديكتاتوريين القمعيين". واكد على متن الطائرة التي اقلته الى وارسو حيث سيجتمع اليوم مع وزراء الدفاع في الدول الأعضاء في حلف الاطلسي ناتو ان الرئيس جورج بوش لم يتخذ قراراً بعد في شأن عمل عسكري ضد العراق. واعلن ان المعلومات التي تشير الى ان الولاياتالمتحدة تعتزم القيام بهجمات محددة تستهدف الحكام وأسلحة الدمار الشامل وليس البنى التحتية "تقول أشياء واضحة". وصرح رامسفيلد الى الصحافيين بأن "الواضح ان لا أحد يرغب في الإساءة الى شعب العراق"، معتبراً ان العراقيين هم "رهينة مجموعة قليلة من المسؤولين الحكوميين الديكتاتوريين والقمعيين". واشار الى انه سيتطرق الى مسألة العراق مع زملائه في الحلف، لكنه لا ينوي استخدام الاجتماع غير الرسمي في وارسو للحصول على دعم الحلفاء. وسئل رامسفيلد عن تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" نشر الاحد يفيد ان ضربات جوية اميركية مكثفة وهجمات برية متزامنة قد تركز على "أهداف تتعلق بنظام الحكم" مثل قصور صدام وحراسه والمواقع الحصينة وتكريت مسقط رأس الرئيس العراقي، فأجاب الوزير بأن هذا "كلام شخص منخفض المستوى لا يدري ماذا يجري ولا يملك حساً سليماً وإلا لما تكلم". ويشارك رامسفيلد في اجتماع غير رسمي يستمر يومين لوزراء دفاع الاطلسي في وارسو، ويتصدر جدول أعمال الاجتماع اقتراح الوزير انشاء قوة انتشار سريع لمكافحة الارهاب ومواجهة الطوارئ في أي مكان في العالم. وقال رامسفيلد ومسؤولو وزارته على متن طائرته للصحافيين ان الولاياتالمتحدة ستقدم معلومات سرية خلال الاجتماع في شأن العراق وأسلحة الدمار الشامل. لكنه أوضح انه لن يقدم أدلة مادية جديدة على برامج العراق أو تعاونه مع جماعات مثل تنظيم "القاعدة". وتابع انه لا يتصور اشراك حلف الأطلسي كمنظمة في أي هجوم على العراق. واضاف: "هذا اجتماع غير رسمي ولا نسعى الى تصويت بالاجماع". الى ذلك، نقل عن مستشارة الأمن القومي للبيت الأبيض كوندوليزا رايس قولها انه اذا لم تكن الأممالمتحدة مستعدة لاتخاذ "اجراء قوي" ضد العراق، ستضطر واشنطن الى الاهتمام بالمشكلة بنفسها. وقالت في مقابلة نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" انه في حال اطاحة صدام بالقوة فإن على الولاياتالمتحدة وحلفائها "ان يكرسوا انفسهم تكريساً كاملاً لإعادة إعمار العراق". وتابعت في المقابلة التي نشرت على موقع الصحيفة على شبكة الانترنت: "نتوقع ان يصبح العراق بلداً يكون على أقل تقدير على الطريق نحو التطور الديموقراطي... بلداً موحداً يحافظ على سلامة أراضيه وله هيكل حكومي ذو قاعدة شعبية عريضة، ويسمح للجماعات العرقية فيه بتمثيلها تمثيلاً عادلاً". واستدركت في لهجة تحذير: "اذا كان مجلس الأمن لا يستطيع التوصل الى اتفاق على اجراء قوي، سيكون على الولاياتالمتحدة وكل من هو مستعد للانضمام الينا الاهتمام بالمشكلة". وأشارت الى ان ادارة الرئيس جورج بوش "تنتظر لترى كيف سيتحرك مجلس الأمن للتعامل في نهاية الأمر مع الخطر الذي يشكله صدام، ولكن علينا ان نتذكر ان عودة مفتشي الأسلحة ليست هدفاً في حد ذاتها". ونبهت الى ان سياسة الردع قد لا تنفع مع دول "مارقة" مثل العراق وجماعات مثل "القاعدة" وان "11 ايلول سبتمبر أوضح الكثير عن أنواع الخطر التي نواجهها في فترة ما بعد الحرب الباردة". ومن دون ان تتحدث عن حرب خاطفة، قالت رايس ان الأسرة الدولية "لا يمكنها ان تسمح بارتكاب خطأ السنوات ال11 الماضية ... وتدع صدام يفلت مجدداً". واكدت ان الرئيس الاميركي "يريد قراراً من مجلس الأمن"، لكنها حذرت الأممالمتحدة من ان واشنطن تنتظر قراراً "فعالاً" ولا تستبعد قيامها بعمل منفرد. وتحدثت عن المبادئ الجيو - استراتيجية لما بعد الحرب الباردة، وقالت ان الولاياتالمتحدة "تريد ان تعتبر قوة محررة" تكرس نفسها "لإحلال الديموقراطية ومسيرة الحرية في العالم الاسلامي". ودعت روسيا الى "الاختيار" بين أمرين، وقالت: "لا يمكن المساهمة في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا والعمل مع دول تسعى بوضوح الى الحصول عليها لغايات عسكرية"، مشيرة بذلك ضمناً الى التعاون بين موسكوطهران. ورأت ان "النضال من أجل القيم الليبرالية الاميركية"، يجب "ألا يتوقف عند حدود الاسلام". وقالت: "هناك عناصر اصلاحية في العالم الاسلامي نريد دعمها". وذكرت في هذا المجال البحرين وقطر "والى حد ما" الأردن. واكدت ان الولاياتالمتحدة "لا تستطيع القيام بهذه المهمة وحدها"، لكنها رأت ان "التفوق الأميركي في القطاع العسكري يفرض مسؤوليات لتأمين محيط آمن يزدهر فيه بعض القيم". وختمت رايس بأن "القليل من الدول كانت تاريخياً في هذا الموقع من التفوق العسكري"، مؤكدة ان الاميركيين يرون ان "السلطة والقيم أمران متحدان".