منذ وقت طويل، صارت صور الاشعة، بأنواعها المختلفة، من اساسيات الطب الحديث. ومع تزايد اهتمام الاطباء بالتشخيص الدقيق للامراض، زاد الميل الى اللجوء الى الاجهزة الاكثر دقة في التصوير، وكذلك البحث عن الصور التي تعطي التفاصيل الاكثر دقة لدواخل الجسم. وفي دأب لافت، يعمل بحاثة بريطانيون على ابتكار تكنولوجيا جديدة في هذا المجال، اسمها "التصوير الاسقاطي المقطعي الضوئي" Optical Projection Tomography ، واختصاراً OPT. وتتميز هذه الطريقة بقدرتها على اعطاء صور ثلاثية الابعاد لأعضاء الانسان. وفي هذه الطريقة، يصار الى تصوير الجسم بالاشعة من زوايا مختلفة. ويتولى الكومبيوتر عملية "توليف" تلك الصور المتناثرة الى صور مركبة ومجسمة. وتصل دقة المقاطع في هذا النوع من الصور الى 15 ميلليمتراً. وعلى سبيل المثال، تمكن متابعة مراحل نمو الجنين والحصول على صور تفصيلية جداً لكل مرحلة. ويساعد ذلك في فهم الفارق بين الحمل الطبيعي والمشوه وفي دراسة تفاصيل ظهور التشوهات في الاطفال عند الولادة. ومن ناحية ثانية، تساعد دقة التفاصيل الثلاثية الابعاد في فهم العلاقة بين الخلل في الجينات وما ينجم عنها من تشوهات في الاعضاء. وترفد هذه المعلومات الابحاث المتواصلة عن الجينوم البشري. وفي هذا المعنى، فان تكنولوجيا OPT تقف على التقاطع بين علمي التصوير والوراثة. العنوان على الانترنت: http://www.headoffice.mrc.ac.uk "خدمة لندن الصحافية"