يدخل الشاعر العربي ابو الطيب المتنبي في ماراتون الأعمال التلفزيونية التاريخية الذي تخوضه الفضائيات العربية سنوياً في شهر رمضان المبارك. وهذا البروز يتمّ من خلال قراءة درامية جديدة يقدمها المخرج الأردني فيصل الزعبي، استناداً إلى سيناريو من تأليف الكاتب السوري ممدوح عدوان. طول المسلسل ثلاثون حلقة، ويشارك فيه اكثر من 350 ممثلاً عربياً من الأردن ولبنان وسورية والعراق والسعودية، فضلاً عن مجاميع ضخمة ستظهر في المشاهد الحربية العديدة في المسلسل الذي شارف تصويره على الانتهاء. وهو من انتاج تلفزيون ابو ظبي. واختار الزعبي الممثل السوري سلوم حداد لتجسيد شخصية المتنبي، وعبدالرحمن آل رشي لدور "ابن جني"، وخالد تاجا لدور "بدر بن عمار"، فيما تؤدي منى واصف شخصية "أم المقتدر" والممثل الأردني زهير حسن "أبو الفضل" واللبناني رفيق علي أحمد "سيف الدولة الحمداني" والعراقي سامي عبدالحميد "عضد الدولة". وقال الزعبي ل"الحياة" ان "التصدي لعمل درامي يتناول حياة المتنبي، يمثل مغامرة فنية مركّبة، تشتبك مع مرحلة تاريخية صعبة ومعقدة عاشها هذا الشاعر في العصر العباسي الثاني... وتطلب ذلك الابتعاد عن سرد تاريخ مشوه ومشكوك فيه، لمصلحة بناء عمل تعلو فيه القيم المعرفية والثقافية على سواها... لا سيما اننا إزاء حياة انسانية وشعرية ملتبسة عاشها المتنبي، وتجاورت فيها خطوط الرومانسية والمؤامرة والفروسية مع الروح العربية التي كانت تعيش في حياة المتنبي مرحلة الدفاع التاريخي عن هويتها ووجودها". ولفت الزعبي الذي قدم في رمضان الماضي المسلسل الرومانسي "سر النوار" في ثلاثين ساعة تلفزيونية، الى ان المتنبي سيظهر في عمله الجديد "بصفته ليس شاعراً بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، وإنما فناناً ينظم الكلام وأسرار الحكمة في سياق شعري مغامر وحديث، ويقع خارج شروط النص في عصره". ووضع الفنان اللبناني احمد قعبور الموسيقى التصويرية لهذا المسلسل الذي جرى تصويره في مواقع كثيرة عاش فيها المتنبي في العراقبغداد وكربلاء والأخيضر، وفي سورية دمشق وحمص وحلب وحماة واللاذقية وفي إيران شيراز الى مصر ولبنان والأردن.