برزت في السنوات الأخيرة مسلسلات تلفزيونية تعالج حياة شخصيات مهمة أدت أدواراً مميزة في التاريخ، قريبه والبعيد، وتشكل سيَرها مادة غنية للتناول الدرامي، وتعطي صورة متنوعة وشاملة للعصور التي عاشت فيها. هذه الأعمال اصطلح على تسميتها دراما "البورتريه"، ومنها مثلاً "أم كلثوم" و"الزير سالم". وفي هذا السياق يأتي التحضير لانتاج عمل درامي ضخم يتناول حياة الشاعر أبي الطيب المتنبي الذي عاش في العصر العباسي. الطريف في الأمر أن هناك جهتين قررتا في الوقت نفسه إنتاج عمل درامي يتناول سيرة المتنبي. الاولى: التلفزيون السوري ممثلاً بمديرية الانتاج التلفزيوني، إذ كلف الروائي والمدير السابق للتلفزيون عبد النبي حجازي كتابة المسلسل، والمخرج محمد فردوس أتاسي اخراجه، ومن المرجح اسناد دور الشاعر الكبير الى الفنان رشيد عساف. والجهة الثانية: الفنان سلوم حداد الذي أسس شركة انتاج خاصة بعد استقالته من "شركة سورية الدولية"، وسيكون مسلسله من تأليف الكاتب والشاعر ممدوح عدوان ومن إخراج هيثم حقي، على أن يؤدي سلوم حداد دور المتنبي والفنان المصري نور الشريف دور سيف الدولة الحمداني، في أول مشاركة له في الدراما السورية. وتسير الاستعدادات للبدء بالتصوير في شكل حثيث. والسؤال: أما كان من الممكن تعاون الجهتين لإنجاز عمل درامي مميز يليق بهذه القامة الابداعية؟ وكيف ستكون النتيجة لو انجز العملان في وقت واحد؟ صحيح أن الفن يتناول الأحداث بأشكال ومن وجهات نظر متنوعة، لكن انتاج مسلسلين تلفزيونيين في موضوع واحد وفي وقت واحد، أمر يثير الاستغراب والدهشة. قد يكون لنجاح مسلسل "الزير سالم" الأثر الكبير في السباق المحموم نحو هذا النمط من الدراما التلفزيونية، وقد يكون لهذا التنافس نتائج ايجابية على الدراما السورية! وها نحن ننتظر.