"انحنيت على أرض المطار وقبلت التراب ووعدته بألا أتركه مرة أخرى". على هذا العهد عادت الفنانة اللبناية آمال عفيش الى وطنها بعد غياب استمر سبعة عشر عاماً. الجيل الذي تابع بشغف اعمال الفنانة آمال عفيش على خشبة المسرح مع الفنان الراحل حسن علاء الدين شوشو منذ منتصف الستينات، وارتبط بشخصية شويكار الشابة المغناج التي تستبدل حرفي السين والشين ببعضهما بعضاً في مسلسل "الدنيا هيك" لمحمد شامل، استعاد مع "الغريبة"، المسلسل الذي اطلقها بين الجمهور العربي، حقبة من ايام الخير. عند هروبها جراء احداث الحرب اللبنانية، لم تكن الفنانة آمال عفيش لتتصور انها ستبتعد طوال هذه السنوات، لذلك حين توجهت الى صديقة لها في سورية خلفت وراءها شقتها وسيارتها وأغراضها. بعدها سافرت الى اميركا لتتنقل بين ولاياتها: ميتشيغن، شيكاغو وأرورلاندو. ظروف العمل في الخارج ابعدتها عن التمثيل، لا سيما مع "صعوبة الدخول الى عالم هوليوود السينمائى، وابتعاده عن حياتنا وبيئتنا في الوقت نفسه". ولكنها في المقابل تألقت في التلفزيون العربي TV. orient الذي اسسته المطربة دلال الشمالي وزوجها في ديربورن، من خلال مشاركتها في اعداد وتقديم البرامج وتصوير الاعلانات. وساعدها صوتها المميز، وهي المصنفة مطربة في الاذاعة اللبنانية، على الغناء في الكثير من المناسبات للجاليات العربية. الا ان صاحبة اغنية "بلال"، وهي اغنية اعدت لمناسبة استشهاد بلال فحص، يجذبها غناء المونولوج "لأن الساحة خلت للرجال في هذا الحقل بعد رحيل فريال كريم". وعلى رغم تجاوزها العقد الخامس، تحافظ الفنانة آمال عفيش على نضارة بشرتها، من دون "جميلة" عمليات التجميل، "فهذه نعمة من الله". ولاحظت الفنانة آمال عفيش الكثير من التغيير والتحسن في الاعمال الفنية اللبنانية بسبب استخدام التقنيات الحديثة، غير انها لا تزال تشعر بالحنين إلى العصر الذهبي لتلفزيون لبنان، أيّام كان الفنانون يتشاركون في متعة تقديم الاعمال المباشرة عبر الشاشة الصغيرة.