جدد وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس رفض واشنطن الدعوة التي وجهتها بغداد الى هانز بليكس رئيس لجنة التحقق من نزع الأسلحة المحظورة انموفيك، معتبراً ان "اجراء محادثات جديدة ذات طابع عام ليس ضرورياً"، وأن "المشكلة لا تتمثل في عمليات التفتيش بل في إزالة الأسلحة المحظورة". في الوقت ذاته دعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من طهران أمس الى حل لمسألة العراق عبر الحوار و"المحادثات خصوصاً بين العراق والامم المتحدة". ورداً على سؤال ل"الحياة" خلال لقائه الصحافيين، شدد الوزير على ان "استمرار هذه المحادثات هو الطريق لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وتجنيب الشعب العراقي المآسي والحصول على النتيجة المطلوبة، وهي عدم حيازة أسلحة الدمار الشامل". واجرى الأمير سعود الفيصل محادثات مع نظيره الايراني كمال خرازي ثم سلم الرئيس محمد خاتمي رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، أفادت وكالة الانباء السعودية انها تتناول العلاقات بين السعودية وايران والتطورات في المنطقة. وبثت اذاعة طهران ان "الوزيرين بحثا الأزمة في العراق، ومع تكرار معارضتهما أي عمل عسكري ضد هذا البلد، اعتبرا ان الأزمة يجب تسويتها بالطرق السياسية والسلمية". كما دعا الجانبان الى وقف الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين التي "جعلت الوضع خطيراً في الشرق الأوسط". وأشار الى توافق في وجهات النظر حيال مسألة العراق، وقال الأمير سعود الفيصل ل"الحياة": "لدينا مواقف مشتركة وتنسيق مستمر"، فيما شدد خرازي على هذه المواقف "في رفض أي حملة عسكرية اميركية ضد أي بلد عربي أو اسلامي". ونفى وزير الخارجية السعودي ان تكون الرسالة التي نقلها من الملك فهد تتناول العلاقات الايرانية - الاميركية والتوتر بين واشنطنوطهران. باول في غضون ذلك، رفض وزير الخارجية الاميركي في شكل قاطع امس دعوة بغداد رئيس لجنة التحقق من نزع الاسلحة لزيارة العراق، وقال للصحافيين في مانيلا ان "العراقيين سعوا باستمرار الى الالتفاف على التزاماتهم في شأن عمليات التفتيش. انهم يعلمون ما ننتظره منهم، واجراء محادثات جديدة ذات طابع عام ليس ضرورياً. ونبه الى ان "المشكلة لا تتمثل في عمليات التفتيش بل في إزالة الأسلحة". أما مساعده جون بولتون فأكد ان هدف الولاياتالمتحدة هو التوصل الى "تغيير النظام" في بغداد، وقال: "نصر ايضاً على عودة المفتشين، لكن سياستنا تركز في الوقت ذاته على تغيير النظام في بغداد، وهذه السياسة لن تتغير سواء عادوا ام لم يعودوا". ضغوط وتحذير وفي مقابلة نشرت على موقع وكالة "ريانوفوستي" على شبكة الانترنت لمح مساعد وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف العائد من جولة على المنطقة الى ان ضغوطاً مارستها موسكو على بغداد كانت وراء دعوتها بليكس. لكن نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان اعتبر في تصريحات بثها "مركز تلفزيون الشرق الأوسط" ام. بي. سي ان واشنطن مصممة على ضرب العراق ولو قبل بعودة المفتشين. وكان اللافت امس تحذير المستشار الالماني غيرهارد شرودر من ان شن هجوم على العراق سيكون بمثابة اختبار "أولويات سيئة لكل منطقة الشرق الأوسط" راجع ص 2. التحرك التركي في أنقرة علمت "الحياة" ان وزير الخارجية التركي شكري سينا غوريل قد يناقش في عمان الثلثاء احتمال اضطرار الجيش التركي لدخول شمال العراق، وان مستشار الوزير اوغول زيال سيزور واشنطن نهاية الشهر الجاري، لمناقشة موقف أنقرة من العمل العسكري الاميركي المحتمل ضد العراق، وملف الشروط التي طرحتها لدعمه. وتضمنت قرارات لمجلس الشورى العسكري التركي مفاجأة تمثلت بتعيين الجنرال ايطاش يلمان قائداً للقوات البرية، علماً انه كان متوقعاً احالته على التقاعد من منصبه قائداً للدرك. وفسرت أوساط عسكرية القرار بحاجة الجيش الى خبرة يلمان في المرحلة المقبلة.