عندما كان صغيراً، كان همّ والده ان يُسمعه أجمل أغنيات الطرب العربية. هكذا ترعرع خوسيه فرنانديز، الشاب الغجري، الأندلسي الإسباني على أغنيات فيروز ووديع الصافي وأم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وغيرهم. ومرّت الأيام، فانتقل فرنانديز الى مرسيليا مع عائلته بعد معاناة مع الفقر تاركاً الاندلس، وهاجراً ذلك الحيّ الفقير الذي ما زال يشعر بالحنين اليه كلما تذكّر طفولته وأقرباءه. وفي مرسيليا، جمعته المصادفة بميشال الفتريادس الذي كان يبحث عن أصوات جميلة ومميّزة... والتقت الموسيقى اللاتينية بالموسيقى الشرقية، وخلال أيام انتقل فرنانديز الى بيروت حالماً بلقاء "العملاق وديع الصافي"، كما يقول، وكان خائفاً من طرح موضوع الغناء معه في دويتو. وافق الصافي على الغناء مع فنان اسباني شاب يمثل الجيل الجديد، وكبرت أحلام فرنانديز، وكبر معه التحدّي لأنه لم يكن لديه سوى شهر واحد ليتعلّم بعض أغنيات وديع الصافي... ولم يكن أمامه سوى خيارين: إما الوقوف الى جانب الصافي في احدى أهم الحفلات التي كانت ستجري في جبيل، أو أن يحزم حقائبه ويعود في اليوم التالي الى مرسيليا. لكن النجاح الذي حصدته تلك الحفلة فاجأ فرنانديز، إذ حيّته الصحافة بحرارة، وصفّق له الجمهور. ولم يكن من خوسيه إلا أن تابع مشواره في العاصمة اللبنانية. وها هو خوسيه فرنانديز يطلق منفرداً أسطوانة مدمجة CD بعنوان "مخلوطة"، تضم كوكتيلاً من الأغنيات، مزج فيها الفلامنكو والموسيقى اللاتينية بالموسيقى الشرقية، وخلط السامبا مع الجاز، على امتداد 11 أغنية كتب معظمها ولحّنها. في الأسطوانة أيضاً أغنية "أول مرّة" لعبدالحليم حافظ، وأغنية أوبا Oppa التركية، وأغنية لبيروت لحّنها جواكيم رودريغو. في أسطوانته يسهب فرنانديز في غناء العشق والحبّ، وهو يؤكّد أنه لا يمكن للفنان ان يغني من دون حب... وعندما سألناه عن جنسية تلك المرأة، أجاب بكل بساطة أنها "الموسيقى" التي لطالما عشقها، والتي تستحق منه كل الاخلاص. أما المرأة الحقيقية التي يحلم بالزواج بها فهي المرأة الذكية، المستقلّة والعاملة. واعترف أنّه لا يعلّق أهمية كبيرة على الجمال الخارجي، بقدر ما يحب التقرّب من المرأة الصادقة والبريئة والشفافة، لافتاً الى ان كل هذه العناصر تزيد من جمال المرأة ونعومتها وأنوثتها. أما الحلم الذي يراوده دائماً، فيعبّر عنه كالآتي: "أحلم بالوقوف الى جانب فيروز، تلك السيدة العظيمة التي سحرت العالم بصوتها ورصانتها وعظمتها، أحلم حقاً بالغناء في دويتو الى جانبها". وفي الختام، أكّد فرنانديز أنه سيتابع مشواره الفني من بيروت التي اعتبرها إحدى أهم العواصم في العالم في كل الميادين، وعبّر عن مدى الفخر الذي يشعر به كونه يعيش حالياً في العاصمة اللبنانية... ملتقى الحضارات والثقافات، والنافذة المشرقة لكل أهل الفن...