من منطلق ان قضية المرأة لم تحسم بعد إذ تعاني من البطالة والأمية وضعف المشاركة السياسية والاقتصادية، تتناول المخرجة المصرية إنعام محمد علي هشاشة اوضاع النساء والمؤثرات المسببة لها وكيفية تلافيها من خلال مسلسل "قاسم أمين" الذي يهدف الى توعية النساء الى حقوقهن والدور الذي يقع على عاتقهن في المسؤولية الاجتماعية، وتغيير اتجاهات المجتمع بشتى فئاته. ويتناول المسلسل قصة حياة قاسم أمين أحد رواد التصحيح بالنسبة الى المرأة في القرن التاسع عشر، وأبرز الذين نادوا بإنصافها من خلال كتابيه "تحرير المرأة" العام 1899 و"المرأة الجديدة" العام 1901. ويلقي المسلسل الضوء على تربيته ودراسته في كلية الألسن في القاهرة وجامعة مونبلييه في فرنسا، وبداية تأثره بالمرأة من خلال عمله في سلك القضاء والمحيطين به من أمثال جمال الدين الافغاني والامام محمد عبده ومصطفى كامل وسعد زغلول وعبدالله النديم وحافظ ابراهيم الذين أيدوه في تحقيق افكاره تجاه المرأة بالعدل والانصاف ورفع الظلم عن كاهلها وعن المجتمع بشتى الصور، كما يحكي العمل ايضاً كيف ان قاسم امين خرج عن المألوف في ظل نظام اجتماعي مستقر في تلك الحقبة ليقود حملة ضد التيار بهدف المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات. وفي ظل اطار واقع المرأة الحالي الذي يزخر بالتفاوتات بينها وبين الرجل إذ تصل نسبة الأمية بين النساء الى نحو 65 في المئة، ولا يتجاوز حجم مشاركتهن في قوة العمل الحالية نسبة 22 في المئة، و3 في المئة في المجالس الشعبية و7 في المئة في المجالس النيابية، ذكرت المخرجة إنعام محمد علي ل"الحياة" انه كان لا بد من تقديم عمل متكامل يطرح مناقشة معوقات تعليم الفتيات وايجاد الحلول، ورعاية المرأة صحياً والتشديد على عدم اغفال دورها الحقيقي في تنمية وتطور المجتمع، والتعريف بحقوقها المكفولة في الدستور وفي الواقع الاقتصادي من خلال وسيلة الاتصال الجماهيري الاولى في البلاد للوصول الى مختلف النساء. وبعيداً من العمل قالت محمد علي ان قضايا المرأة ما زالت بعيدة من متناول الجميع بسبب عدم تضافر الجهود، ومن بينها مشكلة الطلاق، الى جانب تفاقم مشكلات البطالة والصحة الانجابية وسوء التغذية والختان، وعدم اعطاء ابناء المصريات المتزوجات من اجانب الحق في نيل الجنسية المصرية.