على رغم رحيل فيديريكو غارثيا لوركا جسدياً، قبل 66 عاماً، إلا انه ما زال باقياً مع الناس في كثير من دول العالم، بشكل عام، ومع الأندلسيين بشكل خاص، من خلال اعماله التي تركها، ومواقفه التي سطرها. فلا يمر عام إلا ويعلن عن تقديم بعض اعماله المسرحية، أو إعداد افلام تلفزيونية متعلقة بحياته، أو إعادة طباعة بعض كتبه الشعرية، أو إقامة حفل تكريمي له بمناسبة رحيله. وفي هذا العام، شاركت مؤسسة تحمل اسمه في بلدته، فوينتي باكيروس، مع بلدية قرية ألفقار Alfacar، في تكريمه، في الحديقة التي تحمل اسمه حديقة فيديريكو غارثيا لوركا في ألفقار حيث يُعتقد انه أُعدم فيها، عام 1936. وقد اسهم في التكريم بعض الشخصيات الموسيقية والفنية من اسبانياوالأرجنتين. وذكر بإجلال جميع ضحايا الحرب الأهلية الإسبانية الذين طُمروا في حفر مشتركة في بلدة فيزنار الغرناطية، وجميع ضحايا الديكتاتورية الأرجنتينية، كنوع من التضامن الإنساني ضد الظلم والقهر في جميع انحاء العالم. افتتح مدير مؤسسة لوركا الحفل بالحديث عن الرحيل المأسوي لشاعر غرناطة الكبير، متمنياً من الحضور عدم نسيان الحوادث المأسوية التي جرت في الحرب الأهلية، وقال: "هذا المكان احتضن آلاف الضحايا الذين اختفوا في الحرب الأهلية، لكنه تحول الآن الى مكان للحياة". ونوّه بضحايا الديكتاتورية في الأرجنتين، عام 1976، وذلك قبل ان تُقدم الفرقة الأرجنتينية المعروفة ب"هم من الجنوب" سون ديل السور كانتانا مهداة الى لوركا، ومستوحاة من كتاب له يسمى كانتي خوندو الذي كتبه الراحل الكبير عام 1921، ولم ينشر إلا بعد عشرة اعوام ضمن مجموعة أليسيس Ulises. وشارك في الحفلة بعض الموسيقيين المعروفين في الأرجنتين، الى بعض المغنين. وقرئت مقتطفات من رسائل المحتفى به الى اصدقائه. وفي الختام وضعت باقة من الزهور على نصب يمثل ضحايا الحرب الأهلية في غرناطة. ويذكر ان لوركا قال في إحدى قصائده عن موته الذي تنبأ به: "وعرفت انني قتلت/ وبحثوا عن جثتي في المقاهي والمدافن والكنائس/ فتحوا البراميل والدواليب/ وانتشلوا ثلاث جثث ونزعوا اسنانها الذهبية/ ولكنهم لم يجدوني قط". مدريد - غازي حاتم