بيروت - "الحياة" - تلقى رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود ارتياح البطريرك الماروني نصر الله صفير للقاءات الحوارية التي يجريها مع القوى السياسية، بعد الانطباع الإيجابي الذي تركه اجتماعه مع اعضاء "لقاء قرنة شهوان" المعارض. وأوضح المطران فرنسيس البيسري بعد زيارته لحود انه نقل إليه "تحيات البطريرك صفير وبركته وارتياحه الى المبادرة التي بدأها لرعاية الحوار الوطني والتي من شأنها ان تخلق مناخات ايجابية في البلاد". وتمنى صفير للرئيس لحود "التوفيق في هذه المهمة الوطنية السامية". ورحبت "حركة التجدد الديموقراطي" التي يرأسها النائب نسيب لحود باجتماع رئيس الجمهورية مع "لقاء قرنة شهوان"، معتبرة انه مساهمة جدية للانتقال من حال التوتر الى حال أكثر عقلانية وديموقراطية. وشددت على الانطلاق من اتفاق الطائف وبحث المواضيع الخلافية، وشموله القوى كافة وتحييد الحوار عن خلافات أهل السلطة. الوثيقة والدستور ويأتي ترحيب صفير هذا بعد ان اتسعت رقعة تأييد دور الرئيس لحود في رعاية الحوار. وكان اعضاء "لقاء الوثيقة والدستور" الذي يضم نواباً ووزراء سابقين شاركوا في صوغ اتفاق الطائف العام 1989 وجهوا نداء الى لحود يدعوه الى مبادرة انقاذية. وطالب اللقاء في اجتماع في منزل الوزير والنائب السابق ادمون رزق لحود بطي صفحة الحروب بالمصالحة الوطنية العامة وإطلاق جميع المعتقلين وتحديد دور الوجود العسكري السوري ومهمته. ودعا الى عدم استنزاف الرئاسة بإلهاءات التمديد والتجديد. من جهة ثانية، نوه رئيس الجمهورية خلال لقائه القائد الجديد للقوات السورية العاملة في لبنان اللواء احمد علي "بالدور الذي تقوم به هذه القوات في لبنان بالتنسيق مع القوى الأمنية اللبنانية لتعزيز الاستقرار الأمني في البلاد". وكان لحود التقى السفير الجزائري في لبنان احمد بودهري الذي تداول معه في "آلية تطوير العلاقة بين البلدين وتعزيزها في ضوء الزيارة التي قام بها الرئيس لحود للجزائر". ونقل السفير بودهري "اهتمام المسؤولين الجزائريين بوضع ما تم التوافق عليه بين الرئيسين موضع التنفيذ". وقال: "ان البحث تطرق الى التسهيلات الواجب تقديمها الى رجال الأعمال الجزائريين الراغبين في زيارة لبنان للاستثمار فيه، وكذلك زيارات رجال الأعمال اللبنانيين للجزائر". وعلمت "الحياة" ان هذه الزيارة أتت عقب إشكال حصل الأسبوع الماضي في مطار بيروت الدولي حين منع سائحون جزائريون وتونسيون من الخروج من المطار بحجة عدم تأمين حجوزات لهم في الفنادق اللبنانية، وعدم احضار كل سائح مبلغ خمسة آلاف دولار اميركي لضمان اقامته. فجرى الاتصال بالسفير الجزائري، الذي اتصل بالمسؤولين المعنيين لتسوية الأمر والسماح لهم بالدخول من دون عوائق، خصوصاً ان لبنان كان اصدر قراراً بتسهيل حصول الرعايا العرب على تأشيرات الدخول في المطار. اللقاء التشاوري الى ذلك، وفي اطار التحضير لاجتماع "اللقاء النيابي التشاوري" الذي سيضم نواباً مسيحيين اليوم، عقد اجتماع عصر امس في منزل الوزير ميشال فرعون حضره وزيرا الدفاع خليل الهراوي والصحة سليمان فرنجية ونواب كتلة رئيس الحكومة رفيق الحريري المسيحيون. والتقى الهراوي وفرنجية لهذه الغاية نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر. وأكد الوزير الهراوي انه تم توجيه دعوات الى كل النواب المسيحيين وأن فكرة توسيع اللقاء ليضم قوى وأحزاباً من خارج الإطار النيابي ستطرح على بساط البحث. واعتبر ان "لا حاجة لعقد لقاءات حوارية مع القوى السياسية الأخرى لأننا لا نتحاور حول مشروع جديد وإنما اللقاء التشاوري هو لتأكيد مواقف سابقة من الدولة ومن اتفاق الطائف". وبحث اللقاء الديموقراطي النيابي برئاسة النائب وليد جنبلاط اجتماعاً ناقش فيه مشاركة اعضائه من النواب المسيحيين في اعمال اللقاء.