استبقت الفصائل الفلسطينية لقاء مع وزير الداخلية عبد الرزاق اليحيى مساء امس وحددت في وثيقة أربعة مبادئ للحوار مع السلطة الوطنية، من بينها رفض خطة "غزة - بيت لحم أولا" التي وصفتها بأنها "جريمة". وفيما تتواصل المساعي لانقاذ الحوار الوطني الفلسطيني، من المقرر ان تتجدد اللقاءات الامنية الفلسطينية - الاسرائيلية مطلع الاسبوع المقبل، رغم خيبة الأمل الفلسطينية مما وُصف ب"المماطلة الاسرائيلية"، ورغم تصعيد حملة الاعتقالات لتطاول هذه المرة مسؤولاً دينياً رفيعاً هو الناطق باسم كنيسة الروم الارثوذكس في القدس الارشمندريت عطالله حنا. وعزا الناطق باسم شرطة القدس اعتقال حنا الى الاشتباه في "تقديمه المساعدة لمنظمات ارهابية"، والى رحلات قام بها الى سورية ولبنان حيث التقى على ما يبدو الامين العام ل"حزب الله" الشيخ حسن نصر الله، علماً بأن ثمة خلافاً بين الكنيسة واسرائيل التي رفضت الاعتراف ببطريرك الكنيسة في الاراضي المقدسة ايرينيوس المنتخب منذ عام، وهو خلاف عزاه مسؤولون في الكنيسة الى رفض البطريرك مطالب إسرائيل باقصاء حنا لأنه قريب من السلطة، ورفضه ايضاً تمديد عقد تأجير اراض تابعة للكنيسة في القدس لاسرائيل. وترافق هذا التصعيد مع ارتياح اسرائيلي لتوقيف 15 فلسطينياً اعضاء في خلية تابعة ل"حماس" وصفتها الاجهزة الأمنية الاسرائيلية ب"الخلية الفلسطينية الأخطر" كونها الأولى ل"حماس" في القدس، وهي متهمة بتنفيذ ثماني عمليات اسفرت عن سقوط 35 قتيلاً اخيراً. يذكر ان اربعة من اعضاء هذه الخلية من سكان القدسالشرقية ويحملون "بطاقات إقامة زرقاء" يحصل عليها المقدسيون عادة وتخولهم العمل والتنقل بحرية في الاراضي الاسرائيلية، خلافاً لفلسطينيي الضفة وقطاع غزة الذين يحملون بطاقات برتقالية اللون ولا تسمح لهم بالتنقل في المناطق الاسرائيلية والقدس. وفي ضوء ذلك، سارع وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشاي الى البدء بإجراءات عملية ل"نزع حق الاقامة" عن اعضاء هذه الخلية، في خطوة حذرت منظمات حقوقية من ان تتحول الى "تشريع" يطاول مئات المقدسيين. وعلى خط مواز للقاءات الامنية، بادر وزير الداخلية الفلسطيني الى عقد لقاء مساء امس مع ممثلين عن القوى الوطنية والاسلامية للبحث في الحوار الوطني والاوضاع الميدانية والسياسية. وقبل ساعات على الاجتماع، اعلنت الفصائل الفلسطينية من دمشق وثيقة قالت انها تتضمن اربع مبادئ للحوار مع السلطة الفلسطينية، من بينها رفض "اتفاق غزة - بيت لحم اولاً"، موضحة ان هذه المبادئ تشكل اساساً لبرنامج سياسي يمكن ان تتوصل اليه جميع القوى الفلسطينية. وأعلنت الفصائل، ومن بينها "حماس" و"الجهاد" "رفض وادانة" اتفاق "غزة - بيت لحم اولاً" وكل اللقاءات والتفاهمات والترتيبات الامنية باعتبارها "جريمة" و"تكريساً للاحتلال". في غضون ذلك، تواصل امس التنسيق السعودي - المصري - السوري ازاء الوضع الفلسطيني المتدهور والملف العراقي، اذ تلقى الرئيس حسني مبارك رسالة من الرئيس بشار الاسد خلال استقباله وزير الخارجية السوري فاروق الشرع. كذلك عكفت مجموعة عمل دولية تضم ممثلين عن اللجنة الرباعية والدول المانحة وعن الفلسطينيين واسرائيل، خلال جلسات مغلقة الخميس والجمعة في باريس على درس الاصلاحات الفلسطينية. وأكد وزير العمل الفلسطيني غسان الخطيب أن الوفد سيطلع البلدان المانحة على ما آلت اليه الاصلاحات وسيناقش معها "التمويل والاجراءات الضرورية" لإنجاحها.