نيويورك - أ ب - لم تخف شبكتا "سي أن أن" و"سي بي أس" التلفزيونيتان الاميركيتان أنهما دفعتا مبالغ كبيرة في مقابل أشرطة الفيديو التي قامتا ببثها في اليومين الماضيين عن تجارب تقوم بها شبكة "القاعدة" للقتل بالغاز السام. إلا أن الشبكتين لم تذكرا مصادرهما، ما عزز المخاوف من أن تكونا دفعتا الاموال لجهات إرهابية تابعة لاسامة بن لادن نفسه. وكانت ال"سي أن أن" بثت الاحد الماضي شريطًا من أصل 64 ل"القاعدة" مأخوذة من أفغانستان، وتبعتها ال"سي بي أس" ببث الشريط نفسه صباح اليوم التالي. وفي البداية أنكرت "سي أن أن" التي لا تزال تبث الاشرطة، أن تكون دفعت مبالغ مالية في مقابل حصولها عليها. ولكنها عادت وأعلنت الثلثاء الماضي أنها دفعت "نحو عشرة آلاف دولار"، ثم أعلن أحد مديري الشبكة آرون براون أن المبلغ الفعلي هو 30 ألف دولار. وقالت نائب مدير "سي بي أس" مارسي ماكغينيس من جهتها إن الشبكة دفعت "مبلغًا رمزيًا وعاديًا جدًا"، ولكنها لم تحدده. ومعلوم أن غالبية الشبكات التلفزيونية تدفع في مقابل حصولها وفي شكل حصري، على أشرطة ثمينة، فمثلاً لم تتوان محطات عدة عن دفع مبالغ طائلة في مقابل بث صور هجمات 11 أيلول سبتمبر من زوايا مختلفة. ويعتبر المدافعون عن آداب مهنة الصحافة أنه يتعين على الشبكات أن تكون واضحة في هذا الخصوص. وتقول كيلي ماكبرايد من مركز الابحاث الصحافية "بوينتر أنستيتيوت" إنه "يحق للمشاهد أن يعرف ألى من وصل المال، وما هي المبالغ المدفوعة، كما يحق له أن يعرف بأي وتيرة يدفع المال، فهذا متعلق أيضًا بمصداقية المصدر". وأعلنت الشبكتان أنهما دققتا جيدًا قبل شراء الاشرطة لتتأكدا من أنها شرعية، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل لانهما قد تعرضان مراسليهما في أفغانستان للخطر. وأعلنت "سي أن أن" أن مراسلها نيك روبرتسون علم بأمر الاشرطة من طريق مخبر وسافر 17 ساعة في سيارته للحصول عليها. وأضافت مصادر الشبكة: "كنا واثقين أنها ليست من طرف القاعدة". أما "سي بي أس" فلم تكشف حتى اسم المراسل الذي حصل على الاشرطة، وقالت ماكغينيس إنها لا تعرف ما إذا كانت من مخبأ ال"سي أن أن" نفسه. وردًا على سؤال كيف سيتأكد المشاهدون أن المال لم يحول إلى جهات إرهابية مثل "القاعدة"؟ أجابت ماكغينيس: "أنا واثقة من ذلك. وعليكم أن تثقوا بي". وأضافت أن عدم إفادة الارهابيين من المال "هو تحد كبير للسي بي أس". وبعدما علمت "سي بي أس" أن "سي أن أن" سبقتها في بث الاشرطة وهي كانت تظن أنها المالك الحصري، سارعت إلى بث ما لديها صباح الاثنين الماضي، كما أظهرت مراسليها على الهواء مباشرة. وأعلنت "سي أن أن" أنها تلقت أكثر من مئة شكوى عن شريط يظهر تسميم كلب وموته ببطء، وافتتح براون برنامجه مساء الاثنين بهذا الحدث، وقال: "أعلم أنكم تظنون أننا قمنا ببث هذا الشريط لانه سيرفع عدد مشاهدينا، ولكنكم مخطئون. أجدها أشرطة تثير النفور وأعتقد أن هذا شعوركم أيضًا، لذا لا يمكن أن تكون بثت لهدف تجاري معين". وأضاف أن "سي أن أن" تعتقد أن من المهم أن يعرف الرأي العام ماذا تحضر "القاعدة".