عرف عن الهلال منذ زمن بعيد متانة قاعدته الكروية، وكان من أول الاندية السعودية التي أنشأت مدرسة لكرة القدم في بداية الثمانينات دشنها عضو شرف الهلال ورئيسه السابق الامير بندر بن محمد وأشرف عليها سلسلة مدربين عالميين بدءًا باليوغسلافي الراحل بروشتيش ومرورًا بالاسباني كوبالا وانتهاءً بالمصري طه الطوخي، وتخرج منها عدد من اللاعبين البارزين من أمثال سعد مبارك وعبد الرحمن اليوسف ويوسف جازع وعبدالرحمن التخيفي، صانعو الامجاد الهلالية السابقة ويوسف الثنيان الذي لا يزال يواصل مسيرته الكروية مع الفريق حتى الآن. وقدمت هذه المدرسة الجيل الذهب للكرة السعودية بدءًا من منتصف الثمانينات والتي احتضنت تألق سامي الجابر وفيصل أبو اثنين وخالد التيماوي وفهد الغشيان ومحمد التمياط وشقيقه صفوق وخالد أبو ثنيان وسواهم. وأعاد عضوا شرف النادي الاميران تركي بن سلطان وفيصل بن سلطان إطلاق عجلة عمل هذه المدرسة في أوائل التسعينات بإشراف المدرب اليوغوسلافي زوران الذي ترك بصمات لا تمحى في مسيرة لاعبين كثيرين بفضل إمكاناته الفذة أهمهم نواف التمياط وأحمد الدوخي وعبدالله الجمعان وعمر الغامدي وفهد المفرج وسواهم. وعد محمد الشلهوب القطرة الاخيرة في شلال المواهب الهلالية قبل أن ينضب وتبدأ القاعدة "الزرقاء" بالتصدع شيئًا فشيئًا وتغلق أبواب المدرسة، ما أثار تساؤلات مناصري "الزعيم" الذين دب القلق في نفوسهم وتساءلوا عن مصير الفريق بعد رحيل النجوم الحاليين، وهل ستتوقف السفينة الزرقاء في منتصف اليم؟ ولعل أجوبة هذه الاسئلة يمكن أن توفرها مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد للاعبين دون 23 عامًا، والتي ستحتم افتقاد "الزعيم" أبرز أسمائه. ويعول الهلاليون في هذه المسابقة على لاعب الوسط الدولي محمد الشلهوب، ذي ال22 لقيادة فريقها إلى منصة التتويج بعدما غدا نجمًا كبيرًا بفضل إمكاناته الرفيعة التي لا غبار عليها والتي جعلته يلقب ب"القصير الماكر" و"صاروخ الكرة السعودية". وسيعتمد "الازرق" أيضًا على المدافع بندر المطيري 23 عامًا الذي بزغ نجمه سابقًا مع المنتخب المحلي للشباب، وأسهم بفاعلية في وصوله إلى مونديال عام 1999 في نيجيريا، قبل أن يبتعد في شكل مفاجئ عن الاضواء ويلازم مقاعد الاحتياط ويخفض أداؤه في شكل كبير. وسيكون إلى جانب المطيري اللاعبان الصاعدان أحمد البيشي ولاعب المنتخب الوطني للشباب ذياب مجرشي، اللذان يبلغان سن العشرين إلى جانب المدافع الايسر أحمد الجري ولاعب خط الوسط نبيل السهلي، وهو من اللاعبين المتميزين بيد أنه صديق دائم للاصابات. ويبرز في الهلال أيضًا عدد من لاعبي خط الوسط من أمثال عبدالله المطرف ووليد العمودي وخالد عزيز ومازن الفرج 19 عامًا، الذي ضم هذا الموسم إلى الفريق الاول، والمهاجم بدر الخراشي 21 عامًا، الذي غاب عن غالبية مباريات الموسم الماضي بسبب تعرضه لاصابة في الركبة، إضافة إلى الاكتشاف الهلالي الجديد المتمثل في فيصل الصالح، الذي تعرض لاصابة الخراشي ذاتها وظل أسير العلاج فترة زمنية غير قليلة، قبل أن يعود أخيرًا إلى المستطيل الاخضر. ومن اللاعبين المميزين المهاجم محمد العنزي الذي شارك في عدد قليل من منافسات الموسم الماضي وزميله سلطان الناصر. وينتظر أن يوكل مدرب الهلال الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا مهمة الاشراف على الفريق لمساعده وشقيقه الاصغر سيزار، في حين سيتفرغ لمهمة مراقبة هؤلاء اللاعبين وتقويم قدراتهم الفنية والبدنية. الرياض يشرع الرياض أبوابه من جديد للظفر بأول ألقاب الموسم الجديد بالاعتماد على فريق شاب قوي في زمن قلت فيه المواهب بعد رحيل جيل النجوم. وافتخرت مدرسة الرياض الملقبة بالوسطى دائمًا بتخريج السواد الاعظم من لاعبي الفريق الاول من أمثال المهاجم فهد الحمدان، الذي أحرز لقب هداف البطولة المحلية سابقًا، وطلال الجبرين الذي قاد خط وسط المنتخب السعودي في مونديال الولاياتالمتحدة عام 1994، ومحمد القاضي وصالح النجراني، الذي قاد الرياض فنيًا في القسم الاخير من مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين العام الماضي إضافة إلى أحمد زايد والسبيت وسواهما. وتلا ذلك جيل الالفية الجديدة التي كانت خير معين لعناصر الخبرة وأبرزهم الثنائي أحمد الصحبي ونايف السويلم الذي قدم مردودًا إيجابيًا في دعم مسيرة الفريق. ويشكل الجيل القادم للرياض أملاً كبيرًا لانصار الفريق ويأتي في مقدمهم شاب أسمر نحيل سيكون مثار جدل العديد من الاندية التي ستجهد للحصول على خدماته وهو لاعب خط الوسط الايسر بدر الدوسري الذي سبق أن شارك في بطولة الصداقة الدولية الخامسة العام الماضي، إلا أن الاصابة حرمته مواصلة مشواره في الملاعب في المرحلة التالية. وتضم تشكيلة الرياض أيضًا مجموعة من المواهب الواعدة الاخرى من أمثال حسين شراحيلي وخالد راضي ونجيب بخاري والمدافع عباس زايد ولاعب خط الوسط يحيى دويش وزميله فيصل الدريهم وبندر السلطان.