هذا الكتاب محاولة لعرض الأحداث التي رافقت السقوط المأسوي لموردخاي فعنونو بسبب محاولته القاء الضوء على دور الحكومات التي ساندت عملاً من الأعمال المنافية للشرعية والانسانية وغضت النظر عنه على رغم ما يصيب به النفس من غثيان وهو مساعدة اسرائيل على تطوير قنبلة نووية. ويروي بيتر هونام، مؤلف كتاب "من قتل ديانا" الذي درس الجريمة والفساد في عدد من البلدان باعتباره من أشهر الذين يجرون التحقيقات الصحافية، جوانب خفية من قصة فعنونو، وكيف تم خطفه من ايطاليا واعادته الى اسرائيل، في محاولة جديدة لفتح هذا الملف وممارسة الضغط داخل اسرائيل من أجل تحرير رجل مهذب أراد ببساطة أن يخبر شعبه كيف أن طغمة صغيرة من السياسيين والجنرالات أنفقت سراً مبالغ هائلة من المال العام. "الحياة" تنشر حلقات من الكتاب، تناولت السابقة منها قصة الصحافي الكولومبي الغامض الذي كان صلة الوصل بفعنونو، ولقاء الكاتب بالفني الاسرائيلي الذي عمل في مفاعل ديمونا في النقب والتفاصيل الدقيقة لعمل مجمع ديمونا. في هذه الحلقة تفاصيل النشأة الأولى لفعنونو في المغرب وانتقاله الى اسرائيل وتطوعه للعمل في مفاعل ديمونا ومغادرته الى سيدني حيث تحول الى المسيحية. ترجمة: ابراهيم محمد ابراهيم، ويصدر الكتاب قريباً في منشورات الجمل في المانيا أثناء تناولنا وجبة الغداء في درجة رجال الأعمال في الطائرة شرحت لفعنونو أننا حين نصل الى مطار هيثرو سيأخذونه الى أحد الفنادق لينال قسطاً من الراحة، وأن تساؤلات مضنية معدة له، اذ أن قصته تحتاج الى التمحيص في تفاصيلها. بعدما توقفت بنا الطائرة "747" غادرناها معاً من دون أن نلاحظ أن رجلين كانا يقفان عند باب الطائرة يراقباننا. حجزت حجرة لفعنونو في فندق "ثيسل تاور" الأقرب الى مقر "صاندي تايمز"، وبعد وجبة في "بار فينيارد" المجاور وبعض الراحة نقل يوم الجمعة في 12 أيلول سبتمبر الى مكان أكثر أماناً. قاد السيارة روجر ويلش وهو مخبر صحافي من فريق التقصي الى فندق "هيث لودج" قرب ويلوين في حزام لندن الأخضر. في هذه الأثناء عاد ماكس براغنيل من اسرائيل حيث استوثق من أنه يوجد حقاً شخص اسمه موردخاي فعنونو تطابق أوصافه أوصاف مورد. من الواضح أن صديقة من تل أبيب أرسل باسمها من طريق الفاكس تعرفه. للأسف لم يستطع براغنيل أن يخفي شخصيته ما عرضه للخطر المتمثل في أنها ربما تحذر الأمن. كان هناك صديق آخر هو يورام بازاك يقضي عطلة في أوروبا لذا تقرر أن الجري وراء المزيد من التأكيد ينطوي على مجازفات جمة. يوم السبت بعد وصول مورد الى بريطانيا بيومين تولى براغنيل القيام بدور الجليس له. في ذلك اليوم لم يكن من الممكن استخلاص أي معلومات، ولما كان فعنونو يشعر بالقلق أخذ براغنيل على عاتقه أن ينطلق به من "هيث لودج" في نزهة الى مدينته. هنا كان القدر يخبئ مفاجأة أخرى زجت بنا في المزيد من الحيرة. اذ فيما كانا يتجولان وسط زحام المتسوقين في شارع "ريجنت" وبراغنيل يتأخر عنه ببضع ياردات وجد فعنونو نفسه وجهاً لوجه مع بازاك وصديقته دوريت. فاضطربت دقات قلبه وفكر لبرهة أن يتصنع أنه لم يرهما غير أن ذلك كان مستحيلاً اذ كانت عينا كل منهما تنظر مباشرة في وجه الآخر. اختبأ براغنيل في باب أحد المحلات ما جعل فعنونو يحييهما بحرارة، وتناقشوا في اللقاء لتناول وجبة بعد بضعة أيام. بدت هذه مصادفة عجيبة غير أن فعنونو لم يعطها أكثر من هذا الحجم. يوم الأربعاء التالي اتصل بيورام ودوريت في فندق "رويال سكوت" حيث كانا يقيمان وقال انه سيذهب اليهما لتناول وجبة. كانت ويندي روبينز متدربة صحافية يهودية على خبرة عملية مع "صاندي تايمز". وكانت التقت فعنونو مرات عدة فنشأ بينهما وئام. وافقت على اصطحابه. في ما بعد قدمت رواية تفصيلية عن المواجهة التي تفجرت بين الرجلين: "قبل أن نصعد الى حجرتهما أخبرني مورد بسرعة أن صديقيه لا يعرفان أي شيء عن سبب وجوده في لندن لذا كان علينا أن نتصنع أننا التقينا عرضاً في الشارع وأني أزور لندن من شمال انكلترا. كان يورام يريد أن يأخذ دشاً سريعاً فطلب منا أن ننتظره في حجرة نومه. لم يرد مورد أن يفعل ذلك وقال له اننا سننتظره هو ودوريت في البار. اعترض يورام وبدا أنه شديد الاهتمام بأن يبقي مورد في الحجرة. سألتُ دوريت لماذا لا يريدان ان ننتظر في البار فردت بأن مورد قد يحاول الفرار". ذهبا الى بار الفندق. روت روبينز: "أثناء احتساء القهوة في أحد المقاهي ازداد النقاش احتداماً. وحين تحول النقاش الى تعادل اسرائيل العسكري مع جيرانها العرب حاول بازاك باصرار أن يجر فعنونو للحديث عن شعوره حول سياسة بلاده الدفاعية. وظل فعنونو يحاول تغيير الموضوع مضيفاً: لن نتفق أبداً وسنبقى هنا طوال الليل". قالت روبينز في روايتها ان بازاك اتخذ موقفاً متشدداً في تأييد الصهيونية وقال: لا ينبغي أن يسمح للعرب بأن تكون لديهم مواقع نفوذ بما أنهم يريدون القاء اليهود في البحر. لم يستطع فعنونو مقاومة هذا الطعم فاتخذ موقفاً شديد اليسارية قائلاً انها أرض الفلسطينيين واننا اغتصبناها. فظل يورام ينظر اليّ بيأس وقال في مناسبات عدة: ماذا في وسع المرء أن يفعل. لقد أصابته أفكاره الشيوعية بالجنون. احتدم النقاش. تناقشا في من بدأ حرب يوم الغفران، ومن هو الطرف الذي ارتكب فظائع أكثر من غيره. تجادلا في المادة 66 في ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية التي تنص على أن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين. وارتدت المناقشة الى الحرب العالمية الثانية. بدأ فعنونو يجادل بأنه لم يكن من الواجب أبداً شحن اللاجئين اليهود الى فلسطين. كان يورام يزداد انفعالاً وقال: لا يمكنني النقاش مع شيوعي، فقلت لمورد: هل أنت صهيوني؟ فأجاب بالنفي. فقلت: هل أنت معاد للصهيونية؟ سادت فترة صمت قصيرة وقال: نعم. عندئذ علت الحمرة وجه يورام، واستند الى الأمام وقال بالعبرية: انك مجنون، فرد مورد: ان ويندي على سبيل المثال تعمل في احدى الصحف. فماذا تراه سيحدث لو أني أبلغت صحيفتها أو أي صحيفة أخرى كل ما أعرفه عن اسرائيل. رد يورام: لا يوجد أي شيء له أهمية في ما يمكن أن تقوله. وماذا لو أبلغت الصحيفة عن المكان الذي كنت أعمل فيه؟ أنت تعرف ذلك المكان. بدا على وجه يورام القليل من الصدمة. واستند الى المائدة نحو مورد وقال له بهدوء: على رغم أنك صديقي كنت سأجد وسيلة أعيدك بها الى اسرائيل وأضعك في السجن. استذكرت روبينز "ان الوداع كان قلقاً جداً. وكان من الواضح أن يورام ودوريت يشعران بالاهتمام ازاء الاتجاه الذي أبداه. تبين في ما بعد أن اجابة بازاك المتوعدة على تهديد فعنونو بالكشف عن تفاصيل عمله اجابة تنبؤية. اذ كان من المقدر لفعنونو بأن يجر بسرعة الى اسرائيل بالقوة ويوضع في السجن. وعلى أي حال ليس من المؤكد ما اذا كانت هذه الاجابة تحمل معنى أكثر شراً أو خبثاً وما اذا كان بازاك تصرف بناء على تعليمات من فريق تتبع تابع لموساد. من المحتمل جداً كما زعم أحد التقارير في ما بعد أنه اتصل تليفونياً في اليوم التالي بضابط الأمن في السفارة الاسرائيلية في لندن وروى له المناقشة. وستنتقل الرواية في الوقت المناسب الى "موساد" الذي كان علم بالفعل ماذا كان فعنونو يفعل بالضبط. اذ كانت هناك عملية مراقبة تجري لبعض الوقت. بعث اللقاء مع بازاك شعوراً من عدم الاستقرار والارتياح في نفس فعنونو اذ أنه أسرّ في ما بعد لروبينز بأنه قلق على سلامته. وقال بحزن: سينتهي بي المطاف في السجن. كان اختيار بارنبي مثالياً اذ انه عمل في البرنامج النووي البريطاني قبل أن يصاب بخيبة امل بسبب ما تحدثه الطاقة النووية من أخطار وقبل أن يرأس "سيبري" وهي الأحرف الانكليزية لمعهد الأبحاث السلمية الدولية في استوكهولم. وهو الآن من كبار الكتاب في مجال الأسلحة وتصميمها كما أنه مستشار للعديد من المنظمات بما فيها منظمة السلام الأخضر. كانت اجراءات الأمن الصارمة داخل المفاعل تعني أن امكان وصوله الى أجزاء أخرى من الموقع محدودة غير أنه استطاع أن يصف وظائف أماكن "ماخون" الأخرى ملقياً الضوء على مدى المرافق الأخرى الخفية ومجالها الفني. طبقاً لفعنونو تم توسيع المفاعل المعروف ب"ماخون1" بسرعة الى 70 ميغاوات بعد الانشاء في الستينات وربما تم توسيعه الى انتاج أعلى. وتم تركيب نظام جديد للتبريد خفي غير أنه ملحوظ بالنسبة الى طائرات التجسس مهمته تشتيت الحرارة الاضافية الناتجة من مستوى أعلى من الانشطار النووي. وأكد فعنونو كما كان يشك الكثيرون لوقت طويل أن المفاعل لم يكن المقصود منه قط انتاج الطاقة الكهربائية كما قال بن غوريون، وانما قنابل نووية فقط. وقال ان الفرنسيين لعبوا دوراً لا غنى عنه ولم يكن قاصراً على مد اسرائيل بالمفاعل. بل قدموا أكثر خبراتهم في صناعة المعدات النووية. أفاد فعنونو ان ديمونا هو أكثر منشآت اسرائيل أمناً، وكشف عن وجود بطاريات صواريخ أرض - جو من طراز "هوك" و"شابريل" منصوبة داخل المجمع وحوله مزودة أوامر باسقاط أي جسم دخيل غير مخطط له مسبقاً. أجهد الاسرائيلي ذهنه لتذكر أكبر قدر من المعلومات فأعطى بارنبي وصفاً لجميع المباني المهمة داخل حدود المنطقة. وقال: عليكم أن تتذكروا أنه لم يكن مسموحاً لي الدخول الى بعضها. كشف انه كانت لديه معرفة مباشرة بمصنع كيماوي أقيم في "ماخون 3" يتلقى بقايا اليورانيوم السائلة من البلوتونيوم ويحولها قضبان وقود جديدة. كان "ماخون 4" مخصصاً لمعالجة البقايا كما كان مخزناً طويل المدى للبقايا ذات المستوى العالي كي يسمح لدرجة اشعاعها المرتفعة بالتلاشي. وكانت المواد ذات المستوى المنخفض تمزج بالقطران وتوضع في أوعية محكمة الاغلاق للدفن في موقع في صحراء النقب. كانت عملية صناعة قضيب الوقود تستكمل في "ماخون 5" وتغطى قضبان اليورانيوم بالألومينيوم لحمايتها. أما "ماخون 6" فكان يقدم الخدمات للمجمع من كهرباء وبخار الماء ومواد كيماوية متخصصة مثل النيتروجين. لم يكن فعنونو يعلم بوجود "ماخون 7" وافترض أنه لم يتم بناؤه قط. أما "ماخون 8" فكان معملاً جيد التجهيز لاختبار نقاء عينات البلوتونيوم الى جانب وظائف أخرى. الأهم من ذلك أيضاً يضم وحدة سرية تشبع اليورانيوم على نطاق صناعي. فاليورانيوم الطبيعي لا ينشطر لذا لا فائدة منه في حالته غير المجهزة في صنع قنبلة ذرية. وكشف فعنونو أن المزيد من الكميات من هذا النظير تم انتاجها باشباع الليزر في "ماخون 9" وهي طريقة فنية تقنية رائدة على ما يبدو أن الاسرائيليين يزهون بالمهارة التامة فيها. فاليورانيوم الذي أزيل منه عنصر 235 يعرف باليورانيوم المفرغ غير أنه ما زالت له استخداماته العسكرية. وبما أنه أثقل بكثير من الرصاص فكان ينقل الى ماخون 10 حيث يصنع ويتحول الى تلك القنابل الصغيرة المضادة للدروع بقدرة أكبر بكثير على الاختراق. هذه القنابل تباع الى قوات الدفاع الاسرائيلية أو يتم تصديرها وبعضها يذهب الى سويسرا المحايدة. أعطى مورد أوصافا مشابهة ل20 عملية تنفذ على وقود اليورانيوم المحلول وكشف معلومات على درجة عالية من الأهمية حول معالجة كانت تعني أن الناتج الكلي للمصنع يمكن حسابه. وأوضح أن المصنع الذي يقوم بالفصل يعمل بلا انقطاع لمدة ثمانية أشهر بين تشرين الأول أكتوبر وتموز يوليو من كل عام منذ الستينات من القرن الماضي. فلو أن تسعة أزرار وزنها 130 غراماً كانت تصنع كل أسبوع يكون المصنع أنتج في شكل منتظم نحو 40 كيلوغراماً تقريباً سنوياً، أي عشر قنابل بقوة تفجيرية تعادل قنبلة هيروشيما. لم يكن البلوتونيوم المادة الوحيدة التي يتم صنعها في ماخون 2 والتي لها أهمية استراتيجية. اذ كان بارنبي يرى أن انتاج الترتيوم والليثيوم 4 يعد اكتشافاً حيوياً. قال فعنونو ان مصنعاً استرشادياً لصنع الليثيوم 6 تم انشاؤه عام 1977 وانه عمل في مصنع يعمل على نطاق صناعي الذي افتتح في الوحدة 95 من ماخون 2 عام 1984، وأنتج في تسع سنوات 170 كيلوغراماً قبل أن يتم الاستغناء عنه لأنه تم تكديس ما يكفي حالياً. وبعض من الليثيوم 6 تم اشعاعه بالنيوترونات في المفاعل منتجاً غاز التريتيوم الذي يمكن استخدامه كحافز نووي كي يبدأ سلسلة من التفاعلات من الانشطار القوي في القنبلة الذرية. كما أن ليثيوم 6 مادة انصهار تستخدم في الأسلحة النووية الحرارية. ليس من طبيعة بارنبي أن يميل الى ردود الأفعال الفورية فأخذ ما يكفيه من وقت لتقويم المعلومات، وقضى ساعات طويلة لدرس الصور الفوتوغرافية. وفي وقت من الأوقات سيطر على عقله الشك. ذلك أن وصف فعنونو للعملية التي تتم لتدوير بقايا اليورانيوم لم تكن معقولة. فانتحى بروبين مورغان، وقال بهدوء: "أظن أنه مغامر. اذ توجد نقاط ضعف في ما يصف. فهذا ليس كلاماً علمياً". كانت هذه ضربة موجعة لمحرر الموضوعات الخاصة الذي كابد بضع ساعات من اللهفة الى أن تدارس بارنبي الأمر مع زملائه. وعاد بأخبار مطمئنة. "نسينا أن هؤلاء هم الاسرائيليون. اذ عليهم أن يجدوا طريقة للحفاظ على أكبر قدر ممكن من اليورانيوم والعملية التي يصفها فعنونو يمكن أن تحقق هذه النتيجة. أعتقد أنه يقول الحقيقة". أتيحت لي فرصة لقاء فعنونو في عدد من المناسبات وناقشت بالتفصيل كل العمليات التي تستخدم في ماخون 6 وهو المبنى الذي يصنع فيه البلوتونيوم والليثيوم 6 والترتيوم. وباعتباري عالماً في الفيزياء النووية اتضح لي أن التفاصيل التي أدلى بها دقيقة من الناحية العلمية وتبين أنه لم يعمل في هذه العمليات فحسب ولكنه يعرف تفاصيل الطرق الفنية. كما أن معدلات التدفق من خلال المصنع التي يذكرها بالتحديد تؤكد بالضبط كمية البلوتونيوم التي كان يتم صنعها. ان كميات 40 كيلوغراماً في السنة كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي اذ انها تعني أن مفاعل ديمونا أكبر بكثير، وربما كان أكبر بست مرات عن الحجم الذي كثيراً ما يعلن عنه رسمياً. السبب الوحيد الذي يجعلنا نغير تقويمنا لسياسة اسرائيل النووية بعد سماع شهادة فعنونو التي تبدو مقنعة اقناعاً تاماً هو حجم ترسانتها النووية. اذ أنه يمكن لاسرائيل أن تنتج 10 أسلحة نووية في السنة بمعدل انتاج يبلغ حوالي 40 كيلوغراماً من البلوتونيوم، ما يعني ان من الممكن أن يكون لدى اسرائيل الآن ما يربو على 100 سلاح نووي وهذا معناه أن اسرائيل ليست القوة النووية القزمة بحسب ما كنا نظن ولكنها ذات قوة نووية في مكانة تقترب من مكانة الصين وفرنسا والمملكة المتحدة. وثمة أمر آخر يجعلنا نغير تقويمنا لوضع اسرائيل النووي هو انتاجها لهيدريدات الليثيوم والترتيوم. حتى الآن كان الافتراض العام هو أن اسرائيل أنتجت أسلحة نووية وهي تسمى أسلحة نووية من الجيل الأول، القائمة على تصميم ناغازاكي. والمادة الحرجة في مثل هذا السلاح هي البلوتونيوم. وينطوي استحواذ اسرائيل على الليثيوم أنها أصبحت قوة تنتج السلاح النووي الحراري، أي صانعة للقنابل الهيدروجينية مثبتة وضعها في النادي النووي على قدم المساواة مع الصين وفرنسا والمملكة المتحدة. اذاً ان الأدلة التي تؤدي اليها اكتشافات "صاندي تايمز" هي أن اسرائيل لديها القدرة على اعداد وانتاج الأسلحة بحاصل يراوح بين 200 و250 كيلوطن، وهذه تعادل من حيث الحجم الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي توزعها صواريخ "شفالين" المركبة الآن في غواصات أسطول "بولاريس" البريطاني. وقال بارنبي بطريقة درامية: "أظهرت اسرائيل أن من الممكن لبلد نام صغير أن يصبح قوة نووية حرارية تقريباً من دون عون من الآخرين".