أدب غسان كنفاني أبعد من أن يحصر ضمن ما يسمى أدب المقاومة الفلسطينية، فهو على رغم اندراجه في خانة ذلك الأدب يملك فرادة خاصة. وأنا قرأته بشغف وأعتبر أن لا مثيل له في الأدب العربي الملتزم أو المناضل. وقد استطاع في أدبه أن يدمج بين الابداع الفني والرؤية الطليعية وكفاح الشعب الفلسطيني والعربي عموماً. انه قدوة في الكتابة الملتزمة. واعتقد انه ترك أثراً في الوعي الروائي العربي وفي الأدب الملتزم. فهو كتب في طريقة رمزية ولم يتبع الواقعية الصرفة أو الواقعية الاشتراكية. لقد حوّل النضال الى كفاح رمزيّ يبدأ بالتضحية وينتهي في بذل الذات والدم. وأؤكد ان أدبه لن يموت مع المرحلة التي نشأ فيها ولا مع الأسئلة التي طرحت في تلك المرحلة. أدبه يتخطى كل تلك العوائق والحواجز الزمنية. وها نحن الآن نقرأه بإعجاب بعيداً من القضية التي يمثلها. اننا نقرأه مثلما يقرأه المستشرقون والغربيون كأديب كبير بنى لنفسه عالماً يشبهه، وأنشأ لغة خاصة به.