أبلغت اجهزة الأمن الاسرائيلية موكل أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي المحامي خضر شقيرات قرارها نقل البرغوثي من زنزانته في احد أقبية الاستخبارات الاسرائيلية في القدس الى سجن "هداريم"، شمال تل أبيب لينضم الى 80 سجيناً فلسطينياً يقضي معظمهم أحكاماً بالسجن المؤبد في ظل أسوأ ظروف انسانية. وجاء قرار النقل فور قبول المحكمة الاسرائيلية العليا طلب الادعاء العام وجهاز الأمن العام شاباك تمديد اعتقال البرغوثي 13 يوماً اضافياً تضاف الى الأيام ال95 التي مرت على اعتقاله. وسوغ مقدما الطلب حاجتهما الى مزيد من الأيام لمواصلة الاعتقال بالتعقيدات في الملف التي تستوجب فترة زمنية لإعداد لائحة الاتهام. وقال المحامي شقيرات ل"الحياة" ان نقل البرغوثي الى سجن "هداريم" يعني انتهاء التحقيق معه مؤكداً فشل أجهزة الأمن في انتزاع أي معلومات منه "اعتقدت السلطات الاسرائيلية انها ستساعدها في ادانته". وزاد ان البرغوثي صمد أمام التحقيق الفظيع بشكل بطولي لايمانه العميق بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وتحقيق حقوقه المشروعة. الى ذلك ناشدت زوجة البرغوثي المحامية فدوى برغوثي مؤسسات حقوق الانسان الدولية الوقوف الى جانبه والتصدي الى محاولة السلطات الاسرائيلية محاكمته ومحاكمة الشعب الفلسطيني و"تجريم نضاله المشروع ضد الاحتلال". وقالت ل"الحياة" ان على السلطة الفلسطينية ان تدرك خطورة المحاولة الاسرائيلية هذه و"السكوت عليها يعني السكوت على دمغ اسرائيل نضال الشعب الفلسطيني الذي راح ضحيته ألوف الشهداء والأسرى والمعوقين" وتابعت انه على رغم معرفتها بالضغوط الدولية والمحلية على السلطة الفلسطينية لكنها تتمنى عليها ان تدرك خطورة محاكمة مروان، ليس من زاوية شخصية انما من زاوية وطنية فلسطينية. وكانت فدوى التقت، أول من أمس، زوجها للمرة الأولى منذ اعتقاله وذلك بعد تدخل مؤسسات دولية ناشطة في مجال حقوق الانسان التي أكدت حق المعتقل في التقاء موكليه، وفدوى أحدهم وان القانون الاسرائيلي ايضاً لا يمنع معتقلاً من لقاء موكله. ووصفت اللقاء بفرحة ممزوجة بألم "فحال مروان الصحية ليست على ما يرام. جلس أمامي مكبل الرجلين أصفر الوجه وعيناه صفراوان وقد أطلق لحيته وشعر رأسه وفقد من وزنه كيلوغرامات كثيرة". وتابعت تقول ان ما رأته عيناها لدليل على محاولة الاسرائيليين اذلال الشعب الفلسطيني عبر إذلال قيادييه ومنتخبيه. واستمعت فدوى الى زوجها وموكلها وهو يروي لها صنوف التعذيب والاهانة التي تعرض لها وتحديداً في الاسابيع الثلاثة الأولى التي لم يسمح له بترك الكرسي الذي أجلس عليه وظهره منحن الى أمام. وتابعت: "لكن معنويات مروان عالية جداً ونبرة صوته وحديثه عن نضال الشعب الفلسطيني البطل كما عهدناهما". وقالت ان مروان طلب منها نقل تحياته لشعبه ودعوته لمواصلة النضال من اجل الاستقلال و"أكد ان الاحتلال يشهد الآن الحقبة الأخيرة من عمره". ورداً على ما أشيع عن امكان ان تشمل صفقة تبادل أسرى متوقعة بين اسرائيل و"حزب الله"، مروان البرغوثي قالت ان أحداً لم يتحدث معها بهذا الخصوص لكنها أضافت انه "من الطبيعي ان يقوم الاخوان في حزب الله بالمطالبة بأن يكون مروان ضمن صفقة التبادل، ليس لشخصه انما كونه واحداً من 8000 معتقل فلسطيني في السجون الاسرائيلية وما يرمز اليه من حرية واستقلال الشعب الفلسطيني وحقه في المقاومة". وأنهت ان أي جهة تطالب بالافراج عن مروان انما تنتصر لنفسها كما تنتصر للشعب الفلسطيني.