يريد امين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي، الذي تتهمه اسرائيل بالقتل والانتماء الى منظمة ارهابية، قلب الادوار في الجلسة الثانية من محاكمته التي يفترض ان تعقد اليوم الخميس، ودحض صلاحية القضاء الاسرائيلي في محاكمته. وكانت محاكمة البرغوثي (43 عاما) الذي ترى اسرائيل انه مسؤول عن تنظيم الانتفاضة قد بدأت في الخامس من سبتمبر امام محكمة تل ابيب. وقال خضر شقيرات احد محامي البرغوثي ان محامي الدفاع الذين قاطعوا الجلسة الاولى من محاكمته سيشددون على ان المحكمة لا تملك اي صلاحية لمحاكمة موكلهم العضو في المجلس التشريعي الفلسطيني ويتمتع بصفته هذه بالحصانة. ويؤكد محامو البرغوثي ان الحكومة الاسرائيلية انتهكت اتفاقات كثيرة مبرمة مع الفلسطينيين فضلا عن انتهاكها للقانون الدولي. وفي هذا الاطار، يرى محامو الدفاع ان توقيف البرغوثي في اراضي الحكم الذاتي الفلسطيني يشكل عملية خطف وانتهاكا لاتفاقات اوسلو حول الحكم الذاتي الفلسطيني الموقعة في 1993. ويعتبر هؤلاء المحامون ان نقل البرغوثي الى سجن في اسرائيل يشكل انتهاكا لاتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر نقل معتقل من اراض خاضعة للاحتلال الى اراضي القوة المحتلة. وعشية بدء محاكمته قال محامو البرغوثي ان موكلهم يعتزم تحويل الجلسات الى منبر لادانة الاحتلال الاسرائيلي. واكد شقيرات ان القيادي الفلسطيني سيقوم باتهام دولة اسرائيل بارتكاب جرائم حرب وعمليات ابادة جماعية ومجزرة وعمليات تعذيب وتدمير غير مشروعة. وكان الجيش الاسرائيلي اوقف في ابريل الماضي في رام الله امين سر حركة فتح التي يتزعمها ياسر عرفات. وقد اتهم في الرابع عشر من اغسطس بارتكاب جرائم قتل ومشاركة في القتل ومحاولات قتل والانتماء الى منظمة ارهابية وحيازة اسلحة ومتفجرات وكلها اتهامات يواجه فيها عقوبة السجن المؤبد في حال ادانته. ويتهم المدعي العام الاسرائيلي البرغوثي بقيادة كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح ويحمله مسؤولية مقتل 26 شخصا الامر الذي ينفيه المتهم. وفي الجلسة التي عقدت في الخامس من /سبتمبر وسادتها الفوضى، قامت المحكمة بتلاوة الاتهامات. وقالت مصادر قضائية ان الادعاء لن يعرض حججه ضد البرغوثي لكنه سيكتفي بطلب تمديد فترة اعتقاله. وتعتبر اسرائيل انها تملك حق محاكمة اي شخص ارتكب جرائم استهدفت مواطنيها على ارضها وتحمل البرغوثي مسؤولية عدة عمليات استشهادية نفذتها كتائب شهداء الاقصى داخل اسرائيل. وقال دانيال توب الخبير القانوني في وزارة الخارجية الاسرائيلية ان البرغوثي يحاول تحويل محاكمته الى محاكمة سياسية لكن بالنسبة لاسرائيل القضية جنائية في المقام الاول. واضاف ان البرغوثي لم ينف ايا من التهم الموجهة اليه. وكانت اسرائيل قد حشدت لجلسة المحاكمة التي جرت في الخامس من سبتمبر متحدثين باسم الحكومة واقرباء لضحايا عمليات نفذها فلسطينيون لحضور الجلسة بهدف منع المتهم من استقطاب اهتمام وسائل الاعلام كما جرى عند اتهامه رسميا في 14 اغسطس. ويكثف الفلسطينيون من جهتهم ايضا الحملة الاعلامية. وقد خصص محامو البرغوثي موقعا على شبكة الانترنت لهذه القضية ودعوا نوابا من جميع انحاء العالم الى حضور المحاكمة بصفة مراقبين