لمحت تعليقات صحافية إسرائيلية استندت إلى مصادر أمنية وسياسية رفيعة في تل أبيب، إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة باتتا على قناعة بأن أيام الرئيس ياسر عرفات على رأس السلطة الفلسطينية "باتت معدودة"، مضيفة أن قياديين بارزين في السلطة ذاتها توصلوا إلى الاستنتاج نفسه. ونقلت صحيفة "هآرتس" الليبرالية في صدر صفحتها الأولى أمس عن تقرير أعدته شعبة الاستخبارات العسكرية لتقدمه لرئيس أركان الجيش الجديد الجنرال بوغي موشي يعالون، يفيد أن إسرائيل نجحت في "ترجيح الكفة لمصلحتها في المواجهات مع الفلسطينيين"، وان الرئيس عرفات "بات في عداد الأموات". وزادت أن يعالون، بعد أشهر من اشرافه شخصياً على العمليات العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة، سيسمع من قائد شعبة الاستخبارات تقريراً متفائلاً "على رغم أن الوضع في المنطقة ما زال معقداً حيال التسلح النووي لإيران والتهديد الذي يشكله حزب الله على الحدود الشمالية"، وأن مرد التفاؤل اجماع قادة الأجهزة الأمنية على أن الرئيس عرفات أنهى فعلاً دوره التاريخي، وأنه تسلم شهادة إقرار الوفاة من الرئيس جورج بوش، في خطابه عن الشرق الأوسط وانعكاسات ذلك على القيادة الفلسطينية المحيطة بعرفات "التي أخذت تنشغل بمعارك الوراثة". ويقول التقرير إن الفلسطينيين يعون اليوم "ان مصير عرفات قد حُسم"، ويقتبس تصريحات لمسؤولين انتقدوا بشدة نهج الرئيس عرفات. ويضيف ان ترحيب الرئيس الفلسطيني بخطاب بوش أثار الاستغراب "وعملياً فإن عرفات شارك في إلقاء كلمة في مراسم تأبينه شخصياً". وينهي التقرير بالتحذير من مغبة الافراط الإسرائيلي في التفاؤل، مذكراً بأن الرئيس الفلسطيني نجح في الماضي في النهوض من أوضاع مماثلة ليؤكد أن "نعيه" كان مبكراً. إلى ذلك، كتب المعلق السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" شمعون شيفر ان ثمة "صفقة" بين الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون تؤكد تناغم موقفيهما من التطورات الحاصلة بعد خطاب بوش، وتحديداً الموقف من الرئيس الفلسطيني وعدم التعامل معه على الاطلاق. وكتب ان الصفقة تقضي بأن لا يتحدث الأميركيون إلى عرفات و"يواصلون دعمهم الاجراءات التي تعكف على اتخاذها أجهزة المخابرات في دول المنطقة لإطاحة عرفات". أما شارون فيلتزم "الحديث عن السلام" وتمكين وزير خارجيته شمعون بيريز من التقاء وزراء فلسطينيين جدد والبحث عن سبل تقديم تسهيلات للفلسطينيين من دون اجراء مفاوضات سياسية أو السعي إلى إدارة شؤون الفلسطينيين "وهكذا يساعد الأميركيين في محادثاتهم مع الأوروبيين الذين يواصلون محاولتهم ترجيح الكفة لمصلحة عرفات". وأنهى بالقول ان هذه الصفقة تجعل الرئيس الأميركي يشعر بالارتياح، لأنه يؤمن بأن خطابه بدأ يحدث تغييرات في المنطقة "كما تجعل شارون يشعر بالرضا لأنه لم يطالب بعد بالمس بالمستوطنات".