وضع التونسيون خطة لإحياء جزيرة جالطا في أقصى الشمال واستثمارها سياحياً اسوة بالجزيرتين الجنوبيتين جربة وقرقنة. وأفادت مصادر في وزارة السياحة ان كلفة الخطة تبلغ خمسة ملايين دينار 3.5 مليون دولار وهي ترمي الى تطوير شبكة التيار الكهربائي وتحديث شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب وشق طرق جديدة وتجديد المباني العمومية. وتتميز الجزيرة بطبيعة خلابة وغطاء نباتي لا مثيل له في أي مكان آخر في تونس. وهي تحفل بالأشجار والاعشاب النادرة وأنواع الطيور التي تحط فيها على الطريق الى أوروبا. وتبعد الجزيرة 120 ميلاً بحرياً عن مدينة بنزرت التي تقع الى الشمال من العاصمة تونس، لذا فإن جالطا تشكل أقرب نقطة في القارة الافريقية الى أوروبا، بعد الضفة المغربية لمضيق جبل طارق. وأظهر رجال أعمال فرنسيون رغبتهم بإقامة مشاريع سياحية في الجزيرة التي تقدر مساحتها ب808 هكتارات. ويرجح ان تكون المشاريع المنوية اقامتها من نوع السياحة البيئية، نظراً الى كون جالطا مكاناً هادئاً وبعيداً عن حركة السفن والسيارات والمصانع، وهي ملجأ يناسب الباحثين عن الراحة والاستمتاع بالطبيعة البكر. وما حفز على التفكير باستثمارها سياحياً هو النجاح الذي حققته التجربة التي انطلقت في الستينات في جزيرة جربة، أول منطقة انشئت فيها فنادق سياحية في تونس سنة 1952، لكن القطاع السياحي تطور سريعاً في العقدين التاليين مع تهيئة مناطق حديثة على السواحل وانشاء مطار دولي وتطوير البنية الاساسية. وهي تستقبل مليون سائح في السنة، أي نحو 20 في المئة من السياح الذين يزورون تونس. كذلك توسعت البنية السياحية في جزيرة قرقنة التي تعتبر منطقة هادئة وخزاناً طبيعياً تطورت على ضفافه السياحة البيئية. الا ان جزيرة جالطا، البعيدة عن الجزيرتين الجنوبيتين، والتي تعتبر اقرب الى أوروبا، تتسم بمناخ شمالي ومشاهد طبيعية تختلف عن مشهد النخيل الطاغي في جربة وقرقنة. وقال خبراء زاروا الجزيرة أخيراً ل"الحياة" ان كثافة الاشجار فيها وتنوع أجناس الطيور والحيوانات يجعلانها متحفاً فريداً في المنطقة المتوسطية، لأنها حافظت على طابعها البكر ولم يلوثها زحف الحضارة. واشاروا الى وجود تشابه كبير بينها وبين مالطا والجزر الواقعة في جنوبايطاليا وفرنسا، لكنها تتميز عنها بقدرتها على استقبال سياحة بيئية باتتت نادرة في المتوسط. الا انها تفتقد حالياً البنية الاساسية الضرورية للسياحة. ويمكن الوصول الى جالطا من ميناء بنزرت. ويجري التخطيط لاقامة خط بحري يربط بينهما قريباً.