ي} يبدأ الممثل التجاري الاميركي روبرت زوليك اليوم محادثاته في القاهرة بلقاء رئيس الحكومة عاطف عبيد ووزير التجارة الخارجية يوسف بطرس غالي، ويُتوقع ان يلتقي زوليك الرئيس مبارك، الذي يزور واشنطن حالياً، الاثنين المقبل. ويناقش الممثل التجاري الاميركي خلال زيارته التي تستمر اربعة أيام في إمكان التفاوض في شأن اتفاق التجارة الحرة بين البلدين الذي يهدف الى إزاله العوائق الجمركية وغير الجمركية على السلع المتبادلة بين الجانبين، والزيارة هي الاولى لمسؤول اميركي بعد موافقة البرلمان المصري على قانون الملكية الفكرية الاسبوع الماضي وهو المشروع الذي تعترض الولاياتالمتحدة على بعض بنوده. ركز الممثل التجاري الأميركي روبرت زوليك في محادثاته مع المسؤولين في مصر على الاجراءات التي اتخذتها الحكومة لتمهيد الطريق أمام اتفاق التجارة الحرة، خصوصاً ما يتعلق ببنود قانون حماية الملكية الفكرية والتأكد من التزام مصر قوانين واتفاقات منظمة التجارة الدولية فيما يتعلق بالجمارك والقيام بالخفوضات الجمركية اللازمة وفقاً لالتزامات مصر الدولية. واكد مصدر رسمي ل"الحياة" ان قانون حماية الملكية الفكرية الذي اقره مجلس الشعب البرلمان اخيراً بعد مناقشات استمرت مئتي يوم هو من اطول التشريعات من حيث عدد المواد بعد قانون التجارة، ويمثل نقلة في تاريخ البلاد، ويضع مصر في مقدم الدول التي تحترم التزاماتها الدولية، ومن ثم لا مجال لانتقاده من اي جهة وهو لا يراعي الناحية الاقتصادية فقط بل النواحي الاجتماعية وغيرها ما يعني انه حقق التوازن لمصلحة البلاد. وكانت الادارة الاميركية رفضت مناقشة موضوع المنطقة التجارية الحرة وابلغت القاهرة رسمياً أهمية إقامة المنطقة الحرة لكن لا يمكن تحقيق تقدم ملموس في ظل عراقيل تعترض توقيعها خصوصاً ما يتعلق بمعايير البنية والعمالة وحقوق الملكية الفكرية ما يعني أن الإدارة الأميركية لا تمانع في مفاوضات جادة، لكنها طلبت مرونة أكبر من مصر في شأن بنود عدة. التجارة الحرة وقال المصدر "إن اتفاق التجارة الحرة لن يتعلق بالسلع المتبادلة بين الدولتين فقط انما سيشمل المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والبيئية والخدمية ومن ثم فإن المفاوضات المتوقعة ينبغي أن تأخذ وقتها الكامل للاتفاق على مختلف جوانب الاتفاق وتهيئة البىئة المواتية لتفعيلها على النحو الذي يخدم تطلعات البلدين". وعزا المصدر سبب تأجيل المناقشات العام الماضي في شأن المنطقة الحرة الى تنوع القضايا المطروحة على الكونغرس وازدحام جدول أعماله ما يحول دون اجراء مناقشات. يُشار إلى أن مصر طلبت من الولاياتالمتحدة قبل ثلاثة اعوام اجراء مفاوضات جادة في شأن توقيع اتفاق تجارة حرة على غرار التي صدق عليه الكونغرس مع الاردن في ايلول سبتمبر الماضي وتم ابرامه بالفعل. عملية الاصلاح وعلم أن واشنطن تركز في التعاون الاقتصادي مع مصر على إمكان احراز تقدم في عملية الاصلاح واعادة الهيكلة سعياً لتجاوز احداث ايلول سبتمبر الماضي، علماً أن الولاياتالمتحدة أعلنت في مؤتمر شرم الشيخ في شباط فبراير الماضي تقديم 8،1 بليون دولار كقروض ومنح في غضون ثلاث سنوات وخصصت الادارة 2،1 بليون من المبلغ للإنفاق السريع منها 45 مليوناً السنة الجارية من أصل 1،2 بليون دولار تحصل عليها مصر من الدول المانحة. وترى واشنطن ان هناك ضرورة لمساندة الحكومة المصرية للاستمرار في الاصلاح. من جهته قال وكيل وزارة التجارة رئيس جهاز التمثيل التجاري السعيد قاسم ان اتفاق التجارة الحرة يتميز بفوائد عدة للاقتصاد القومي إذ سيسمح للصادرات، خصوصاً الملابس الجاهزة والمنسوجات، بأن تكون قادرة على المنافسة في السوق الاميركية، علماً أن هذه الصادرات تمثل نحو 50 في المئة من القيمة الاجمالية من صادرات البلاد الى الولاياتالمتحدة اي نحو 400 مليون دولار. وذكر أن الاتفاق سيساعد كذلك في توفير النقد الاجنبي المدفوع على الواردات، وذلك مع خفض الجمارك على الواردات المصرية من الولاياتالمتحدة، كما سيزيد الاستثمارات الاميركية التي تؤدي إلى تحديث الصناعات المصرية وتنويع الانتاج.