لندن - "الحياة" - فضيحة الجاسوسية الجديدة تشبه إحدى قصص هوليوود. الملك إدوارد الثامن الذي استقال من العرش البريطاني عام 1936، ليتاح له الزواج من عشيقته الأميركية المطلقة "وليس سيمسون"، كان عاجزاً جنسياً وثملاً لايعي، ومؤيداً للنازية يتآمر من وراء ظهر بلاده مع هتلر والنازيين، وزوجته كانت كما يعتقد عميلة لوزير خارجية هتلر. الفكرة ليست جديدة. الظنون كانت تراود باستمرار المؤرخين والكتّاب، لكنها لم تكن تحمل دقة التوثيق العلمية. صحيفة ذي "غارديان" البريطانية خاضت معركة قانونية مع مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي أف.بي.آي، وانتصرت باسم "قانون حرية المعلومات". اما الغنيمة فكانت 227 صفحة عن تجسس عملاء "أف.بي.آي" على إدوارد الثامن وزوجته دوقة وندسور. قصص الجواسيس وفضائح البلاط الملكي تستأثر بالبريطانيين، كما حدث قبل سنوات حين تابع الجمهور بشغف تفاصيل ملاحقة أجهزة الاستخبارات وتسجيلها، على مدى خمس سنوات، اللحظات الحميمة التي قضتها الأميرة الراحلة ديانا وعشيقها مدرب الفروسية الميجور جايمس هيوايت. قصة إدوارد الثامن تحمل الكثير من التفاصيل المثيرة. زوجته التي صارت عشيقة سفير ألمانيا في لندن فون ريبنتروب، كانت تتلقى يومياً من الأخير حين كان في منصبه، باقة تضم 17 قرنفلة. العلاقة كانت معروفة لدى الأجهزة البريطانية، وهي السبب الحقيقي كما يبدو لارغام الحكومة البريطانية المحافظة آنذاك إداورد الثامن على التنحي عن العرش حين أصر على زواجه من الأميركية المطلقة. لكن الملك الذي حمل لقب دوق وندسور بعد تنحيه، عمل لاحقاً ضابط ارتباط بين الجيشين البريطاني والفرنسي في مطلع الحرب، وكان المسؤولون يخافون من قيام زوجته بانتزاع معلومات منه ونقلها الى عشيقها الألماني. بعض المعلومات التي ثبتت الخيانة الزوجية استقاها "أف.بي.آي" من قريب ألماني للعائلة المالكة البريطانية. وعلاقة دوقة وندسور مع عشيقها استمرت، كما يبدو، مع تنقل الزوجين بين باريس وبياريتز في فرنسا، ثم سكنهما في اسبانيا والبرتغال وبعدها جزر الباهاماس، وعُين دوق وندسور حاكماً للجزر بعدما خشيت الحكومة البريطانية احتمال انضمامه علناً إلى النازيين، في أعقاب اتفاق سري يبدو أنه توصل اليه ربيع 1941 مع هيرمان غورينغ، نائب هتلر، وينص على استعادة دوق وندسور عرشه في بريطانيا بعد انتصار ألمانيا، وهو انتصار كان الدوق يؤمن به ويشير اليه في تصريحاته. الوثائق التي انتزعت من الحكومة الأميركية تظهر أيضاً أن الرئيس روزفلت أمر بالتجسس على الزوجين اللذين كانا يزوران الولاياتالمتحدة أحياناً، وأن الجانبين الأميركي والبريطاني كانا على خشيتهما من دور ما للدوق في خدمة النازية. وتفتح الوثائق باباً جديداً لاعادة كتابة تاريخ العائلة المالكة في بريطانيا، وتوضيح أحد أكثر فصوله إثارة خلال القرن الماضي. لكنها ستدفع الاستخبارات البريطانية التي لم تفرج عن تقاريرها السرية احتراماً للعائلة المالكة، الى تقديم ما لديها من وثائق.