لندن - "الحياة" - يتوقع ان توافق القمة ال28 لمجموعة الدول الصناعية الثماني على مشروع "الشراكة الجديدة للتنمية الافريقية" نيباد، وهو مشروع تدعمه خصوصاً بريطانيا وفرنسا وكندا واليابان. ويقول عنه صاحبه الرئيس الجنوب افريقي ثابو مبيكي، الذي يعرضه اليوم امام القمة، انه "خطة مارشال الافريقية"، في إشارة الى خطة مارشال الاميركية التي وضعت لاعادة بناء اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. و"نيباد" هو خطة لاعادة الانتعاش الى الاقتصادات الافريقية، ويستند في شكل اساس الى مبادرة مبيكي "النهضة الافريقية" التي كانت سمة حكمه، منذ انتخابه رئيساً في العام 1999 خلفاً لنلسون مانديلا الذي انهى نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا ووضع ركائز الديموقراطية في هذا البلد خلال فترة حكمه التي امتدت خمس سنين 1994-1999. وتقترح الخطة معايير جديدة للديموقراطية وحقوق الانسان وتدعو الى نظام مراجعة وتقويم يضم دولاً افريقية. واستناداً الى هذا النظام فإن الدول التي لا تلتزم الديموقراطية تُستثنى من المساعدات وتخفيف الديون الخارجية، وكذلك لا تدخل ضمن برامج التنمية التي تتقرر في إطار "نيباد". كما تتعهد الحكومات الافريقية، ضمن الخطة، تعزيز حقوق الانسان، وتنفيذ المعايير العالمية في الاقتصاد وتحسين الأداء الحكومي والمشاركة. واقترحت "لجنة التوجيه" في "نيباد" انضمام القادة الافارقة الى "آلية مراجعة وتقويم" يتساوى كل منهم مع الآخر ضمنها. وتنبثق عن هذه الآلية هيئة تكون مسؤولة عن انجاز مراجعة عميقة للأداء السياسي والاقتصادي للدول الموقعة على معاهدة "نيباد". ويسعى مبيكي الى حصول افريقيا على دعم الدول الصناعية الثماني في معالجة مشكلات المياه والصحة العامة، والامراض مثل الايدز والملاريا والسل، وكذلك الديون الخارجية المستحقة على دول القارة. في حين تتعهد الخطة ان يسعى الافارقة الى حل النزاعات المحلية والاقليمية بأنفسهم. ويعتقد مبيكي أن اعتماد الافارقة على انفسهم يأتي في قلب "نيباد"، وأن خطة "اعادة انتعاش القارة الافريقية يمكن ان تنجح فقط في حال استطاع القادة الافارقة توفير حكومات افضل ورفض الاعتماد على المساعدات الخارجية. وعلىهم ان يطوروا السياسات الاقتصادية الجيدة وأوضاع حقوق الانسان والديموقراطية بأنفسهم وليس بأوامر من الجهات الاجنبية المانحة او تحت تأثير ضغوطها".