منعت السلطات الأردنية امس المهرجان الذي دعت اليه النقابات المهنية لتشجيع مقاطعة البضائع الاميركية، واحكمت قوات الأمن اغلاق الطرق المؤدية الى موقع المهرجان في مجمع النقابات قبل ساعتين من الموعد المقرر له. مما أسفر عن اعتصام عشرات النقابيين والفاعليات السياسية خارج الموقع، منددين بالاجراء الحكومي. وصرح رئيس مجلس النقباء المهنيين الدكتور هاشم الغرايبة ل"الحياة" بأن وزير الداخلية الأردني قفطان المجالي أبلغه ان "الحكومة لن تسمح بإقامة هذا المهرجان، بحجة ان للاردن علاقات اقتصادية وثيقة مع الولاياتالمتحدة"، بعد اتصالات عدة تلقاها رؤساء النقابات المهنية من الحكومة طالبتهم "بإلغاء المهرجان وتفهم ظروف الأردن السياسية والاقتصادية". وتراجعت النقابات المهنية مطلع هذا الاسبوع عن فقرة في المهرجان تتضمن حرقاً لسلع اميركية، وأبقت على معرض للمنتجات الأردنية البديلة للبضائع الاميركية، الى كلمات لفاعليات حزبية ونقابية تؤيد مقاطعة الصناعات الاميركية. وتساءل الغرايبة عن "المصلحة الحكومية في منع مهرجان يحض المستهلك الأردني على دعم الانتاج المحلي ومقاطعة السلع الاميركية التي يذهب جزء من أرباحها وعوائدها الى اسرائيل، ليموّل حربها الشرسة ضد الفلسطينيين". وحذر المجالي الاسبوع الماضي بأن "الحكومة ستواجه كل الدعوات التي تحرّض على مقاطعة البضائع الاميركية"، ووصفها بأنها "دعوات تخريبية وغير قانونية تمس الاقتصاد الوطني، والعلاقات التجارية الأردنية مع الدول الأخرى". وكان مستثمرون أردنيون يملكون علامات تجارية لمطاعم اميركية اشتكوا للحكومة من تراجع مبيعاتهم بسبب المقاطعة، في ظل انتقادات من رجال اعمال لموقف النقابات المهنية الذي "سيزيد من البطالة، ويضر برأس المال الوطني". الى ذلك، اكد الغرايبة ان الشرطة اوقفت مساء امس رئيس لجنة مقاومة التطبيع في نقابة المهندسين بادي الرفايعة، ورئيس لجنة الحريات في النقابة ميسرة ملص، واستدعت آخرين من الناشطين في مقاومة التطبيع مع اسرائيل أبرزهم المهندس علي أبو السكر.