القدس المحتلة - أ ف ب، رويترز - دعا الرئيس ياسر عرفات الى وقف الحرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مضيفاً انه ما زال يعتقد بإمكان التوصل الى اتفاق سلام مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. واعلن في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" نشرت مقتطفات منها امس انه يقبل خطة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون اطاراً لاتفاق سلام، كما لم يستبعد اقتراح الرئيس جورج بوش اقامة دولة فلسطينية موقتة. وسألت الصحيفة الرئيس الفلسطيني هل يقبل الآن خطة السلام التي طرحها كلينتون في كانون الاول ديسمبر عام 2000 بعدما انهارت المحادثات التي جرت بين عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك في كامب ديفيد في تموز يوليو، فقال: "نعم اقبل". وقبول عرفات خطة كلينتون التي طرحت قبل 18 شهراً، يعني تحولا رئيسيا في موقفه لأن الخطة تسقط حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم في اسرائيل، وتقضي بأن تنسحب اسرائيل من الجزء الاكبر من الاراضي التي احتلتها عام 1967 وإبقاء 80 في المئة من مستوطني الضفة الغربية تحت سيطرة إسرائيل في اطار عملية تبادل للأراضي وتقاسم السيادة على القدسالشرقية. كما تنص على التوصل الى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين عبر دفع تعويضات وعودة بعضهم لاسباب انسانية في اطار لم شمل العائلات المشتتة. وقال مراسل الصحيفة ان عرفات لم يشر "الى حق العودة" في الحديث الذي اجري معه اول من امس في مقره في رام الله، لكنه قال ان التوصل الى حل لمشكلة 350 الف لاجئ في لبنان له اولوية. ونقلت الصحيفة عن عرفات قوله انه يوافق على ادخال تعديلات على الحدود وعلى تبادل الاراضي وانه اقترح سيادة اسرائيلية على حائط المبكى وتمكين اليهود من الوصول اليه وسيادة على الحي اليهودي في القدسالشرقية العربية. وسيمثل هذا الموقف تراجعا عن المطلب الفلسطيني السابق بانسحاب اسرائيل من كل الاراضي التي احتلتها عام 1967 بما في ذلك القدسالشرقية في مقابل اقرار السلام. وقال عرفات انه لن يستبعد اقتراحا من الرئيس جورج بوش باقامة دولة فلسطينية موقتة ولا خطة يعدها رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ووزير الخارجية شمعون بيريز تقضي باعلان دولة فلسطينية تحدد المفاوضات لاحقا حدودها وكذلك وضع القدس واللاجئين الفلسطينيين. ورأى ان دولة فلسطينية واسرائيل يمكنهما ان تقيما علاقات شبيهة بتلك التي تقيمها في ما بينها دول "بينيلوكس" بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ مع حدود مفتوحة. ولم يستبعد عرفات ايضا امكان تحقيق السلام مع شارون، مذكرا بان الاخير فكك مستوطنات سيناء عام 1982 بعد اتفاق السلام بين مصر واسرائيل 1979 ووقع اتفاق واي ريفر مع الفلسطينيين عندما كان وزيرا للخارجية في حكومة بنيامين نتانياهو. من جهة اخرى، جدد عرفات معارضته العمليات الانتحارية ضد اسرائيل، وقال: "كفى حرباً"، مضيفاً انه يمكن ان يزور الأسر الاسرائيلية التي قتل افراد منها في عمليات انتحارية اذا حصل على تصريح بذلك، كما فعل العاهل الاردني الراحل الملك حسين. ورأى ان "قوى خارجية" تستغل يأس الشبان الفلسطينيين وتشجعهم على تنفيذ عمليات انتحارية، مشيرا الى عائلتين في جنين حصلت كل منهما على 30 الف دولار من هذه "القوى الاجنبية" التي لم يحددها. كما اكد انه يدعم عريضة وقعها 55 من المثقفين الفلسطينيين تدعو الى وقف العمليات الانتحارية. وكانت شخصيات فلسطينية دعت الى وقف العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين في اسرائيل لانها "تزيد من اعداء السلام" وتعطي مبررات للاستمرار في "شن الحرب العدوانية" الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. ورأت هذه الشخصيات ومن بينها مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية سري نسيبة وعضو المجلس التشريعي حنان عشراوي والامين العام لحزب فدا صالح رأفت، ان هذه العمليات "ليست سوى تكريس للبغض والحقد بين الشعبين وتعميق الهوة". وسألت الاذاعة الاسرائيلية وزير الامن العام الاسرائيلي عوزي لانداو عن دعوة عرفات لوقف الهجمات داخل اسرائيل فقال: "الى متى علينا ان نتحمل المزيد من الكذب؟".