سيول - "الحياة" - تعرّف متابعو بطولة كأس العالم الحالية لكرة القدم الى النجومية غير العادية للمهاجم الايرلندي روبي كين الذي اضطلع بدور عراب تأهل منتخب بلاده الى الدور الثاني بتسجيله هدفين اهمهما في مرمى المنتخب الالماني في الدقيقة القاتلة من مباراتهما في الدور الاول، كما ساهم في تعويض الغياب المؤثر لقائد المنتخب السابق روي كين الذي كان طرد من جانب المدرب ميك ماكارثي قبل ايام معدودة من انطلاق المنافسات في خطوة فاجأت الجميع. الا ان الامر الذي انحجب عن كثيرين ان كين كان يقبع في وادي التجاهل السحيق قبل المونديال كونه بكل بساطة شكل دائماً صفقة فاشلة في كل الاندية التي دافع عن الوانها حتى الآن. وكان كين انتقل من توتنهام هوتسبرز الى كوفنتري في صفقة اثارت اعتراضات كثيرة لدى جمهور الاول في صيف عام 1999، وبلغت قيمتها 28،4 ملايين دولار، لكنه لازم مقاعد الاحتياطيين موسماً كاملاً بعدما آثر المدرب كولن لي عدم اشراكه بحجة انه يتطلع الى تطوير قدراته تمهيداً لبيعه بصفقة اكبر حجماً، وهو ما تحقق فعلياً بتعاقده مع انتر ميلان الايطالي في مقابل 4،8 ملايين دولار، قبل ان يعود ادراجه الى انكلترا وينضم الى ليدز، الذي عرف معه موسماً مأسوياً قبل كأس العالم. وعاين الجميع ملامح الصفقة الفاشلة في صورة العرض المتواضع الذي قدمه كين في مباراة منتخب جمهورية ايرلندا الاولى في كأس العالم امام الكاميرون 1-1، حيث فشل في الاضطلاع بدور القوة الضاربة المؤثرة على ارض الملعب، باستثناء المدرب ماكارثي الذي تمسّك بفكرة ان كين يمثل صفقته الرابحة المؤكدة والوحيدة من اجل تفادي مأزق التعرض لانتقادات نكسة الخروج المبكر بعد اهدار ورقة الاستعانة بجهود روي كين. ويمكن القول اذذاك ان الرغبة الجامحة في الخروج من جحيم الاخفاق الجديد جمعت بين كين وماكارثي، وساندهما الحظ في تسجيل كين هدف التعادل في مرمى المانيا، قبل ان يساهم في تأهله للدور الثاني بتسجيله احد الاهداف الثلاثة في مرمى السعودية. شحنة ثقة وأشار كين الى ان ارادة ماكارثي القوية في التمسك به كورقة رابحة رئيسة في التشكيلة، اوجبت رد فعله البارز على ارض الملعب من دون النظر الى قيمة اي جهد مبذول، "علماً ان دينه كبير علي ليس في كأس العالم الحالية فقط التي جعلني احد نجومها، بل في مسيرة المنتخب عموماً التي منحني فرصة الارتباط بها طوال الفترة السابقة، على رغم انني لا احظى بمركز ثابت في التشكيلة الرئيسة لفريق ليدز". وأضاف كين: "لم يؤمن مدربون كثر بقدراتي الكبيرة حتى الآن بخلاف ماكارثي الذي تدخل لمنحي شحنة الثقة المفقودة حين احتجت اليها في شباط فبراير الماضي وتزامن ذلك مع الشهر ال13 لعدم تسجيلي هدفاً واحداً، ومنحني ضمانة استدعائي الى المنتخب". ولم يقتصر تدخل ماكارثي لتصحيح وجهة سير كين على طريق تجسيد التألق على ارض الملعب، بل وفر له الثنائي المكمل المثالي من خلال داميان داف، الذي يخلق غالباً الثغرات الدفاعية التي يستفيد منها كين لاستعراض مواهبه في التهديف. من جهته، اوضح ماكارثي انه اهتم بتحسين اسلوب اداء كين، تمهيداً لاستعادة فاعليته الكبيرة في المباريات، وليس بتسجيله الاهداف باعتبارها ستأتي عاجلاً ام آجلاً بلا شك، "علماً انني ارى ان وجوده مهم لزيادة خطورة لاعبين آخرين تعزز الخيارات التكتيكية في الاداء الجماعي". ولا يستبعد ماكارثي احتمال انضمام كين الى فريق آخر في الموسم المقبل، بينها مانشستر سيتي الذي ابدى رغبته في التعاقد معه.