تقف إيطاليا أمام مفترق طرق مصيري حين تلتقي المكسيك اليوم في ختام مباريات الجولة الثالثة من منافسات المجموعة السابعة التي تشهد أيضًا لقاء كرواتيا مع إكوادور. ولا بديل أمام الطليان سوى تحقيق الفوز وبعدد وافر من الأهداف ليوفروا على أنفسهم انتظار ما ستسفر عنه المباراة الثانية، وقد يكفيها التعادل أيضًا شرط أن تتعادل كرواتيا أو تخسر! وتملك المكسيك 6 نقاط وكل من إيطالياوكرواتيا 3 نقاط في حين خرجت ركوادور من المنافسة. بداية الايطاليين كانت مقنعة حين فازوا على إكوادور 2-صفر، لكنهم خسروا مباراتهم الثانية أمام كرواتيا 1-2 في وقت اعتبرت البعثة الايطالية أن الحكم الانكليزي غراهام بول أهدى الفوز الى الكروات. وتُشكل المفاجآت التي عرفتها المنتخبات الكبيرة في هذا المونديال عبئًا إضافيًا نفسيًا ومعنويًا على الايطاليين، لأنهم يخشون أن يكون مصيرهم هو ذاته ما لقيته فرنسا والأرجنتين. لكن المدرب جيوفاني تراباتوني مطمئن "لأننا سنبذل قصارى جهدنا كي نتأهل، والأولاد يدركون ذلك تمامًا ويضعون نصب أعينهم الفوز ولا شيء غيره". ورأى قائد المنتخب باولو مالديني أن المباراة لن تكون سهلة أبدًا، بيد أن ثقته في زملائه وفي قدرتهم على تحقيق الفوز واستكمال المسيرة كبيرة "هذا هو آخر مونديال يمكن أن أشارك فيه، ولذا طلبت منهم ألا يفسدوه عليّ وأن نعمل معًا على الوصول الى أبعد ما يمكن. أما إذا أنهيت مسيرتي بإنجاز كبير جدًا مثل الحصول على كأس العالم، فإن الأمر سيكون له تأثير بالغ على تاريخي الكروي وسيكون امتناني لهم يفوق الوصف". أما صانع الألعاب فرانشيسكو توتي، فأكد أن منتخب بلاده يعول على قلب المواقف الصعبة في مصلحته دومًا "نلعب أفضل عندما يقع علينا ضغط نفسي كبير، ونحن نمر في هذه الحال الآن. إذًا توقعوا منا أن نحقق انتصارًا يؤهلنا من دون انتظار". ولم تخرج إيطاليا من الدور الأول منذ مونديال عام1974 في ألمانيا. في المقابل، تدخل المكسيك اللقاء بخياري الفوز أو التعادل لأن نقطة واحدة تكفيها. حتى في حال خسارتها يمكنها التأهل إذا خسرت كرواتيا أو تعادلت. أما أفضل نتيجة حققتها المكسيك خلال مشاركاتها ال12 السابقة، فكانت وصولها الى الدور ربع النهائي. ولا يختلف حال كرواتيا عن إيطاليا إذ يلزمها تحقيق الفوز على إكوادور وبعدد وافر من الأهداف كي تأمن شر نتيجة ما يمكن أن يتحقق في المباراة الثانية. وينتظر أن يخوض المنتخب الكرواتي مباراته الحاسمة بالتشكيلة ذاتها التي لعب بها أمام إيطاليا، وهي التي غاب عنها هدافه الأول دافور سوكر. أما إكوادور، التي تشارك في هذا المعترك العالمي للمرة الأولى، فلم يعد أمامها سوى ختام مسيرتها في هذا المونديال بعرض يبقى في الأذهان... وربما نقطة أو ثلاث تبقى في سجلات التاريخ. بين التهاون... والمأزق وفي المجموعة الثالثة، تخوض البرازيل لقاء تحصيل حاصل أمام كوستاريكا بعد أن ضمنت صعودها منذ الجولة الثانية، لكن عناصرها أكدوا أنهم لن يتهاونوا بل سيسعون الى تحقيق فوز رنان يجعل "أعداء" الأدوار التالية يرتجفون منذ الآن. وستشهد التشكيلة "الذهبية" اليوم تعديلات كثيرة إذ قرر المدرب لويز فيليبي اسكولاري عدم إشراك رونالدينيو وجونيور ودينلسون تخوفًا من حصولهم على بطاقة صفراء ثانية تحرمهم من اللعب في الدور الثاني، كما أنه فضل إراحة مدافعه الأيسر المدفعجي روبرتو كارلوس ليدخره للمباراة المقبلة. وهو قال: "لا يهمنا أن ننهي الدور الأول في المركز الأول أو الثاني، المهم ألا نفقد أحد هؤلاء اللاعبين البارزين في المواجهة المقبلة". ورفض ريفالدو ما يتردد من أن منتخبه سيخوض المباراة باستهتار على اعتبار أنه ضمن تأهله، وقال: "على العكس تمامًا، لقد حذرت زملائي من ذلك، وتعاهدنا جميعًا على أن نقدم عرضًا يؤكد جدارتنا بإحراز اللقب للمرة الخامسة". وتعول كوستاريكا على مهاجمها المخضرم باولو وانشوب، وهي تأمل بتحقيق فوز تعلم أنه صعب جدًا لكنه يبقيها في دائرة الأحلام. وفي المباراة الثانية في هذه المجموعة، سيقع على تركيا عبء المحافظة على سمعتها العطرة التي اكتسبتها في السنوات الأخيرة حين حققت إنجازات أوروبية بارزة إن على صعيد المنتخب أو الأندية... وهي مطالبة بضرورة تحقيق الفوز على الصين التي خسرت مباراتيها السابقتين. ووفقًا للمعطيات المطروحة على الساحة، فإن الأتراك هم الأقرب لتحقيق الفوز الذي يدخلهم في حسابات فارق الأهداف مع كوستاريكا في حال فازت البرازيل. وعانى المنتخب التركي من عصبيته الزائدة والتي كلفته طرد ثلاثة لاعبين منه حتى الآن، والمطلوب من عناصره أن تكون أكثر هدوءًا وتركيزًا في أحداث اللعب لأنها بذلك تضمن أن تصل الى غايتها المنشودة. على أي حال، علينا الانتظار لنعرف إذا كانت لائحة الضحايا الكبار ستضم عضوًا جديدًا... أم أن المفاجات ستغيب هذه المرة؟