مع اقتراب الاجتماع الوزاري الاستثنائي ل"اوبك" في 26 حزيران يونيو الجاري في فيينا انخفض سعر "سلة اوبك" الى قرب الحد الادنى كما انخفضت اسعار خام القياس "برنت" الى حدود 23.5 دولار للبرميل خصوصاً بعدما اشارت وكالة الطاقة الدولية الى تحسن المخزون الدولي والى ارتفاع الانتاج في دول الاتحاد السوفياتي السابق والى تجاوز دول "اوبك" نظام حصص الانتاج بنحو 290 الف برميل يومياً الشهر الماضي. لندن - "الحياة"، رويترز - تذبذب سعر خام القياس "برنت" في العقود الآجلة في بورصة النفط الدولية في لندن امس بعد اعلان وكالة الطاقة الدولية ارتفاعاً اكبر من المتوقع للطلب في الربع الثاني الا ان المكاسب، التي حققها "برنت" لم تستمر طويلاً اذ ادى التراجع دون مستوى الدعم عند 23.60 دولار للبرميل الى عمليات بيع خفيفة للحد من الخسائر، وحقق "برنت" عند الظهر مستوى 23.50 دولار للبرميل في عقود تموز يوليو. وقال تجار ان الانباء الايجابية ادت الى مشتريات بسيطة لتغطية المراكز المكشوفة ومن المتوقع ان تحد من عمليات مضاربة اوسع على مبيعات، الا ان ضعف العوامل الاساسية في السوق الفورية لا يزال يمثل ضغطاً على السوق. ومن المتوقع ان تظل التعاملات بطيئة فيما ينتظر متعاملون التقرير الاسبوعي لمعهد البترول الاميركي عن المخزون. وفي استطلاع ل"رويترز" قال محللون انهم يتوقعون ان يتراجع مخزون الخام بمقدار 1.2 مليون برميل في المتوسط وامدادات البنزين بمقدار 1.8 مليون برميل. وأضافوا ان تراجع مخزون الخام سببه هبوط الواردات اما تراجع مخزون البنزين فيرجع الى تحسن الطلب الموسمي. من جهة ثانية اعلنت وكالة الطاقة الدولية ان انتاج عشرة اعضاء في "اوبك"، يخضعون لنظام حصص الانتاج، زاد 290 الف برميل يومياً في ايار مايو ما رفع امدادات المنظمة نحو 1.4 مليون برميل يوميا على سقف الانتاج الرسمي. وذكرت وكالة الطاقة ان معظم النفط الاضافي جاء من فنزويلا التي رفعت انتاجها نحو 180 الف برميل يومياً بعد تعطل الانتاج في نيسان ابريل بسبب اضرابات العمال والاضطرابات السياسية. وافاد التقرير الشهري للوكالة "ان انتاج اعضاء اوبك العشرة زاد الى 23.1 مليون برميل يومياً في ايار متجاوزاً سقف الانتاج الرسمي المستهدف للمنظمة وهو 21.7 مليون برميل يومياً". وارتفع اجمالي انتاج اعضاء "اوبك"، وايضاً العراق الذي يخضع لعقوبات الاممالمتحدة، 810 الاف برميل يومياً الى 24.9 مليون برميل يومياً. وزاد انتاج العراق 520 الف برميل الى 1.75 مليون برميل يومياً. واستأنفت بغداد تصدير النفط في الثامن من ايار بعدما قطعت امداداتها عن الاسواق لمدة 30 يوماً احتجاجاً على الاجتياح الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية. وتظهر التقديرات الاولية ان انتاج النفط في العالم بلغ في المتوسط 75.6 مليون برميل يومياً في ايار بزيادة 870 الف برميل يومياً على المستويات المعدلة لنيسان. وعدلت وكالة الطاقة بالزيادة تقديراتها للطلب على نفط "اوبك" في الربع الثاني من سنة 2002 بواقع 100 الف برميل يومياً الى 24.9 مليون برميل يومياً. وعدلت تقديراتها للربع الثالث انخفاضا بواقع 200 الف برميل يومياً الى 25.5 مليون برميل يومياً لمسايرة التعديلات النزولية على الطلب في حين تركت تقديراتها للطلب على نفط "اوبك" في الربع الاخير من دون تغيير عند 26.6 مليون برميل يومياً. مخزون مريح واشارت الوكالة الى ان الصين قادت انتعاش الطلب في الربع الثاني من السنة لكن أسعار النفط تراجعت لان المخزون بلغ مستوى مريحاً ولانحسار مخاوف المضاربين في شأن التوتر في الشرق الاوسط. وذكرت ان عوامل تزايد تجاوزات الحصص الانتاجية في دول "أوبك" وارتفاع الصادرات من دول الاتحاد السوفياتي السابق الى مستويات قياسية والمخاوف من بطء وتيرة الانتعاش الاقتصادي خففت من اثر ارتفاع الطلب على النفط. وقالت الوكالة "يشير بطء نمو الطلب على النفط وضعف عمليات التكرير وارتفاع المخزونات النفطية في نهاية ايار الى ان العودة المتوقعة للتوازن بين العرض والطلب بدأت تحدث لكن بايقاع بطيء". وكانت التوقعات السابقة للوكالة تشير الى ان معدل النمو السنوي في الربع الثاني 100 الف برميل يومياً لكنها قالت انها لا تزال تتوقع ان يكون النمو السنوي 420 الف برميل يومياً، مع بلوغ متوسط الطلب السنة الجارية 76.5 مليون برميل يومياً. وعدلت الوكالة بالخفض تقديرها لنمو الطلب في الربع الثالث من السنة بمقدار 300 الف برميل الى 700 الف برميل يومياً. وقالت "ان تحسن هوامش الربح في عمليات التكرير في الصين وارتفاع الطلب المحلي فيها كانا سبباً في زيادة الواردات الصينية". لكن التقرير اشار الى انه ما لم يرتفع حجم الاستهلاك الصيني ليجاري الزيادة في عمليات التكرير وواردات المنتجات النفطية فان هذا الاتجاه الصعودي سينقلب في الربع الثالث من السنة مع ارتفاع المخزونات الصينية من المنتجات. واظهر أحدث البيانات ان مخزونات النفط لدى الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كانت تعادل استهلاك 56 يوماً في نيسان الماضي، اي بزيادة يوم واحد عما كانت عليه في مثل هذا الوقت من العام الماضي. ومن المرجح ان تدعم هذه البيانات الرأي السائد بين الدول الاعضاء في "أوبك" بانه لا داعي لزيادة الانتاج وذلك عندما يجتمع وزراؤها في 26 حزيران يونيو الجاري للنظر في السياسة الانتاجية. وأوضح تقرير الوكالة ان السوق الدولية استقبلت مزيداً من الامدادات من دول الاتحاد السوفياتي السابق اذ بلغت صادراتها من النفط الخام والمنتجات النفطية 5.67 مليون برميل يومياً في ايار لتسجل مستوى قياسيا. وفي منتصف الشهر الماضي قررت الحكومة الروسية انهاء العمل تدريجاً بخفوضات الصادرات السارية بالتعاون مع "أوبك" منذ بداية السنة بحلول نهاية حزيران. "سلة اوبك" وذكرت وكالة انباء "اوبكنا"، نقلاً عن الامانة العامة للمنظمة، ان سعر "سلة اوبك" تراجع الاثنين الى 22.65 دولار للبرميل من 23.02 دولار الجمعة. وتستهدف "اوبك" سعراً يراوح بين 22 و28 دولاراً للبرميل من سلة خاماتها النفطية. في اوسلو اكد وزير النفط والطاقة النروجي اينار ستينسنايس امس ان بلاده ستلتزم بمستوى الانتاج المستهدف للربع الثاني من السنة على رغم ان انتاج نيسان تجاوز الرقم المستهدف. وقال الوزير، عبر المتحدثة باسمه، "نتوقع ان نلتزم بقيود الانتاج في الربع الجاري مثلما فعلنا في الربع السابق". وكان الوزير يتحدث بعدما اظهرت ارقام جديدة ان انتاج نيسان بلغ 3.16 مليون برميل يومياً. وتعهدت النروج، وهي منتج مستقل للنفط، بخفض انتاجها بمتوسط 150 الف برميل يومياً من الاجمالي المتوقع البالغ 3.17 مليون برميل يومياً في اول ستة شهور من سنة 2002 لدعم جهود "اوبك" لتعزيز اسعار النفط الواهنة. وقال ستينسنايس: "ارقام نيسان تشير الى ان الشركات انتجت قرب المستويات العادية لذلك الشهر ما يعني انه سيتعين عليها تعديل الانتاج والا اضطرت لاغلاق بعض الحقول قبل نهاية الفترة".