لندن - "الحياة"، رويترز - حقق خام القياس "برنت" قفزة نوعية الاسبوع المنتهي أمس الجمعة متجاوزاً حاجز ال 16 دولاراً للبرميل. وتزامن تحسن النفط مع اصرار كبار المنتجين على الاستمرار في خفض الامدادات الى الاسواق. وقالت مصادر صناعة النفط امس ان السعودية ستخفض مبيعات النفط الخام للشركات الاوروبية الرئيسية المتعاقدة على النفط السعودي بنسبة 35 في المئة في تموز يوليو في اشارة الى اصرار أكبر منتجي النفط في العالم على مواصلة تقييد المعروض ضمن اتفاق دولي بدأ تنفيذه مطلع نيسان ابريل الماضي. ويتوافق الخفض الجديد مع خفوضات الشهر الماضي وسيتفاوت طفيفاً بين شركة واخرى. وفي وقت سابق قالت مصادر اسيوية نفطية ان السعودية خفضت حجم عقود تموز الى شركات كورية جنوبية بنسب تراوح بين 13.3 و 13.5 في المئة. وقالت شركة أوروبية، من زبائن الخام السعودي، ان شركة "أرامكو" وعدت بمحاولة تحسين حجم العقود كلما أمكن لتلبية احتياجات العملاء. وقال مصدر في الشركة ان السعوديين أوضحوا ان الخفض يفرضه التزام المملكة خفض 1.3 مليون برميل يومياً من انتاجها في اطار اتفاق يهدف الى دعم أسعار النفط. ولم يُعرف مباشرة مستوى الخفوضات على عقود الشركات الاميركية. من جهة ثانية ذكرت وكالة الطاقة الدولية ان مخزونات النفط لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ارتفعت بنحو 500 الف برميل يومياً في نيسان الماضي، اي بنحو ثلث متوسط الزيادة المعتاد في هذا الشهر. وانخفضت مخزونات المنظمة بنحو 34 مليون برميل عن مستواها في الشهر نفسه من العام الماضي وهو امر نادر الحدوث في المعدل السنوي. وذكرت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط: "استمرت المخزونات الاميركية في الارتفاع خلال ايار لكن بمعدل اقل من المعتاد. غير ان هذه الزيادات في مخزونات المنظمة هي العامل الرئيسي لانخفاض اسعار النفط في ايار". وتابع التقرير: "بالاضافة الى الزيادة بمعدل اقل من المعتاد في مخزونات نيسان يشير تراجع مخزون المنظمة في اذار مارس الماضي الى انه تم سحب ما يزيد على 900 الف برميل يومياً في الربع الاول من السنة". وتظل مستويات المخزون من منتجات النفط اعلى قليلا منها في العام الماضي لكن مخزون الخام انخفض بدرجة كبيرة خصوصاً في اميركا الشمالية بسبب خفض "اوبك" للمعروض. وذكرت الوكالة ان منتجي النفط الاعضاء في "أوبك" رفعوا معدل التزامهم قيود الانتاج وان احتمالات نمو الطلب الدولي على النفط هذه السنة بدأت تتحسن. وعدلت الوكالة، في تقريرها الشهري، توقعاتها للاستهلاك النفطي الدولي السنة الجارية، واشارت الى انه قد يرتفع بواقع 300 ألف برميل يومياً. وقالت: "ان من المتوقع ان يصل نمو الطلب السنوي في 1999 الى اكثر قليلاً من مليون برميل يومياً ليبلغ اجمالي الاستهلاك 75.1 مليون برميل يومياً. وذكرت الوكالة ان من المتوقع ان يزيد الطلب في آسيا والمحيط الهادي بنحو 510 الاف برميل يومياً مع ظهور دلائل على انتعاش الطلب في اليابان وكوريا. وقدر التقرير خفض انتاج "اوبك" من النفط في ايار بنحو 320 الف برميل يومياً ما يشير الى زيادة نسبة التزام خفض المعروض الذي تم الاتفاق عليه في وقت سابق هذا العام الى 90 في المئة من 82 في المئة في نيسان. وتابع التقرير ان المكسيك، التي انضمت الى جهود "اوبك" لدعم الاسعار التزمت بدقة تعهداتها خفض الصادرات. واشارت الوكالة الى ان قيود الموازنة التي طبقتها شركات النفط في اعقاب انخفاض الاسعار العام الماضي ستحول دون ارتفاع معروض "اوبك" السنة الجارية. وخفضت تقديراتها للمعروض من الدول من خارج "اوبك" بنحو 100 الف برميل يومياً الى 44.5 مليون برميل يومياً.