داليا أحمد مذيعة الأخبار في تلفزيون الجديد NTV، وجه مميز يعبّر عن شخصية خاصة جداً تتمتع بذكاء وهدوء لافت يجذب المشاهد والمستمع إليها بسرعة. بشرتها السمراء اعطتها علامة فارقة في الشاشة الصغيرة. ولم يكن شكلها الخارجي فقط علامة مميزة، انما ما تختزنه في داخلها من حب للعمل وثقافة ومعرفة وطموح، زادت كلها على تميزها صفات اخرى. ويمكن القول ان داليا مميزة شكلاً ومضموناً. داليا أحمد سودانية الأصل، ولدت في مصر من اب سوداني وأم مصرية، جاءت مع والديها الى لبنان في عمر مبكر 5 اشهر فعاشت وترعرعت ودرست في بيروت. كيف جئت الى الشاشة؟ - المصادفة قادتني الى العمل في التلفزيون. هناك ظروف لم تكن في الحسبان هي التي اوصلتني الى الشاشة الصغيرة. عندما علمت بافتتاح محطة NTV قدّمت، مثل غيري، طلباً للحصول على وظيفة، وسرعان ما تمت الموافقة على طلبي وباشرت العمل. بشرتك السمراء هل كانت السبب لقبولك في التلفزيون؟ - ليس الأمر كذلك. رأت إدارة التلفزيون فيّ الفتاة القادرة على الحضور الناجح في الشاشة الصغيرة. ربما كانت بشرتي جزءاً صغيراً من شروط النجاح. ولكّن الشكل وحده لا يمكن ابداً ان يصنع مذيعة ناجحة. من الذي شجعك على خوض هذا الميدان؟ - أولاً أنا شجعت نفسي، وعندما تقدمت بطلبي للعمل شجعني رئيس مجلس ادارة التلفزيون الجديد. بعدما باشرت العمل والإطلالة على الجمهور، كيف كانت ثقتك بنفسك وبشخصيتك المستجدة؟ - انني أحرص على تنفيذ اي مهمة توكل إليّ وأنا مقتنعة بها، فكيف اذا كانت هذه المهمة نابعة من طموحي واندفاعي الصادق. لا شك في ان التلفزيون شكّل لي تحدياً، لكني راهنت وملء ثقة علي نجاحي وانطلقت بلا تردد. وهذا ما زاد ثقتي بنفسي وجعلني اتقبّل شخصيتي اكثر. ثمة هدوء لافت في اطلالتك في نشرة الأخبار، هل هو الخوف ام الثقة بالنفس؟ - لا شك في ان هذا الهدوء هو وجه آخر للثقة بنفسي. فأنا عندما اقوم بعمل مقتنعة به، أنفّذه بهدوء وتكون ثقتي بنفسي توازي هذه القناعة. هل يمكننا القول انك لا تأبهين للمفاجآت وأنت على الهواء؟ - دائماً اشعر بالخوف قبيل اعتلائي منصة الأخبار، وتنتابني مشاعر لا استطيع التحكم بها، انها رهبة الإطلالة المباشرة لا يمكن تلافيها. كيف تتغلبين على الخوف؟ - الهدوء هو المسافة التي تجعلني اتخطى اي خوف او مفاجآت قد تطرأ اثناء نشرة الأخبار. من خلال هذا الهدوء استطيع تذليل الصعوبات المفاجئة. كيف تجتهدين للارتقاء الى مستوى افضل في عملك؟ - انا حريصة على متابعة كل جديد وأتدخّل في الصغيرة والكبيرة خصوصاً في كل ما يتعلق بنشرة الأخبار، وأتدخل وأدقق في كل شاردة وواردة في الصحف اليومية وأقارن بين معظم المواقف السياسية وأتوقف عند اي خبر حتى اكون مطّلعة على خلفيته. في داخلي رغبة كبيرة لاكتشاف عالم السياسة وهذا ما يجعلني انغمس اكثر في عملي. هل تشاركين في تحرير نشرة الأخبار؟ - طبعاً، ان عمل التحرير - تحرير الخبر الصحافي هو نشاط ضروري للمذيعة ويساعدها على اذاعة الخبر في شكل ناجح. بالنسبة إليّ تحرير الخبر شرط اساس لقراءة نشرة الأخبار. عندما تذيعين خبراً يخالف قناعتك بماذا تشعرين؟ - لا شك انه موقف صعب ويجعلني في وضع لا أُحسد عليه. هل من مثال على ذلك؟ - نفي وزير خارجية اميركا كولن باول ارتكاب اسرائيل مجازر في مخيم جنين. مثل هذا الخبر لا يمكنني تقبله لأنه غير صحيح، حتى لو كنت انقل الخبر على لسان باول نفسه، فإنه خبر مزعج. كيف هي علاقتك باللغة العربية؟ - جيدة، ولكني تعبت كثيراً حتى وصلت الى هذا المستوى الجيد. كيف تتجنبين الأخطاء اللغوية؟ - اجهد كثيراً لتجنب هذه الأخطاء لئلا ينفر مني المشاهد. وعندما اصطدم بصعوبات لغوية ألجأ الى من اعلم مني. اثناء تقديمك نشرة الأخبار، هل تشعرين انك تقدمين الخبر فقط، ام هناك شعور آخر؟ - صحيح انني اقدم الخبر ولكني أنقل احاسيسي. شكلكِ الخارجي جعلك مميزة بين معظم المذيعات اللبنانيات، ماذا تقولين عن هذا التمايز؟ - شكلي هو نعمة من الله خصني بها، دائماً اشكر ربي لأنه ميزني. هل تشعرين انك مميزة داخل اسرة التلفزيون الجديد؟ - مميزة شكلاً فقط. كلنا في الوظيفة ضمن اطار واحد، لا فارق بين موظف وآخر. ماذا عن دراستك الجامعية؟ - درست الادارة والتسويق، ولكني فضلت الإعلام على تخصصي. ماذا يعني لك الإعلام؟ - الإعلام، برأيي، هو سلطة اولى وليس سلطة رابعة، عليه نقل الحقائق من دون تزييف. اتمنى ان يتفوق الإعلام العربي على الإعلام الغربي. هل تفكرين بتقديم برامج غير نشرة الأخبار؟ - اكيد. افكر ببرامج تقدّم الحلول، لا ان تطرح المشكلة فقط. اخيراً، كيف هي علاقتك بالفنون؟ - احب الموسيقى، وأعشق الشعر الذي يأخذني الى عالم الخيال وأتمنى ان يتحقق هذا الخيال.