حسم الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش أمس الخميس مواقف ادارته من النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي على الصعيدين الفوري والبعيد المدى. واعلن ايفاد وزير خارجيته كولن باول الى المنطقة برسالة "كفى" تنطلق، كخطوة أولى، من الاصرار على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1402، وتصب في خانة "عزم أمتنا المتين" على تسوية سلمية قوامها انهاء الاحتلال، وانسحاب اسرائيل الى حدود تتماشى مع القرارين 242 و338، ووقف الاستيطان، وقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة سياسياً واقتصادياً، ونبذ الارهاب والعمليات الانتحارية، وتعهد الدول العربية والسلطة الفلسطينية بقطع كل المعونات للمنظمات التي تدعم هذه العمليات وبالكف عن تجميد الاستشهاد واعتباره "جريمة". وانذر بوش الدول العربية والاسلامية التي تتلكأ في حسم موقفها من الارهاب. ووجه رسالة الى سورية طالبها فيها بتطبيق نبذها لشبكة "القاعدة" على المنظمات الفلسطينية واللبنانية، حماس، وحزب الله، والجهاد الاسلامي، وكتائب الأقصى. وقال: "حان الوقت لسورية ان تقرر أي من جهتي الحرب تقف فيها". وزاد: "اننا نتوقع" من سورية ان تحسم أمرها بوضوح "ولا يحق لأية دولة ان تختار من هم أصدقاءها الارهابيين". وانذر بوش ايران ايضاً من التدخل عبر شحنات الأسلحة وانواع أخرى من "الدعم للارهاب"، وقال "لا تتدخلوا"، لإشعال الفتنة. كما اعتبر دعم العراق لعائلات الذين يقومون بعمليات انتحارية دعماً للارهاب "وارتكاب الجرائم". وحمّل الرئيس الأميركي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مسؤولية "فشله" في تنفيذ تعهداته بالسيطرة على الأعمال الارهابية وقال "ان الوضع الذي يجد نفسه فيه الآن، الى حد كبير، هو من صنعه". واعتبر بوش دعم القمة العربية لمبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز "يبعث الأمل" بما "يحقق للشعب الفلسطيني طموحاته الشرعية بقيام دولة فلسطينية" وبما يحقق لاسرائيل الأمن والاعتراف بها والتطبيع معها في المنطقة. وقال: "لربما هذا زمن الأمل، لكنه زمن القيادة" إذا كان هناك من أمل. وطالب الدول العربية بالبناء على الموقف البنّاء الذي تبنته القمة العربية "وبالوقوف بما تستحقه الظروف" القائمة لتوجيه "رسالة واضحة الى الارهابيين" بأن العمليات الانتحارية لا تحقق الطموحات الفلسطينية بل هي على حسابها. وحدد الرئيس الأميركي معالم التسوية السلمية وقال: "ان هذه المعالم واضحة... قيام دولتين، اسرائيل وفلسطين، جنباً الى جنب لتعيشا بسلام وأمن". وتوجه بوش الى اسرائيل ليعرب مجدداً عن تفهمه لحاجتها للدفاع عن نفسها أمام الارهاب، لكنه قال ان على اسرائيل ان تفهم ان ذلك مجرد "اجراء موقت". وقال ان على اسرائيل ان تترجم قبولها بدولة فلسطينية على أساس "ان تكون هذه الدولة قابلة للحياة والاستمرار سياسياً واقتصادياً". وزاد ان على اسرائيل "وقف الاستيطان" كما طالبت توصيات ميتشل، كما ان عليها "انهاء الاحتلال والانسحاب الى حدود تتماشى مع القرارين 242 و338"، معتبراً ان هذين القرارين يجب ايضاً ان يكونا اساس تسوية سلمية بين كل من اسرائيل وسورية واسرائيل ولبنان. وطالب بوش ايضاً اسرائيل بالكف عن اهانة الشعب الفلسطيني "واحترام كرامة الشعب الفلسطيني" كما طالبها بتخفيق اجراءاتها على نقاط التفتيش. وقال ان على اسرائيل "تخفيف الاغلاق" والسماح للفلسطينيين العودة الى اعمالهم. وزاد "انني اطلب من اسرائيل ايقاف غزواتها… وبدء الانسحاب من المدن التي اعادت احتلالها". واضاف: "اتحدث كصديق ملتزم لاسرائيل" ومن مصدر "القلق" عليها. وزاد ان "على اسرائيل التراجع" ومواجهة "التحديات". وطالب بتنفيذ وقف اطلاق النار والعودة الى المفاوضات السياسية. وقال انه يبعث باول الى المنطقة بناء على "عزم امتنا المتين" و"التزام" الولاياتالمتحدة بالعمل على لجم الاوضاع. وزاد ان مهمات باول كخطوة اولى الاصرار على تنفيذ 1402 الذي طالب بوقف النار وانسحاب القوات الاسرائيلية من رام الله والمدن الفلسطينية الاخرى. وحذّر من توسيع النزاع قائلاً: "هناك فرصة" يمكن البناء عليها وطالب قادة المنطقة اجمع بتبني موقف "القيادة".