أبرز ما تميزت به الدورة الخامسة عشرة من نهائيات كأس العالم في الولاياتالمتحدة، كان التألق اللافت للمنتخب السعودي الذي صعد الى الدور الثاني في المرة الاولى التي يشارك فيها في هذا المحفل العالمي الكبير. لفت لاعبوه الانظار بشدة وسجل له فؤاد أنور لاعب نادي الشباب آنذاك هدفه الاول في تاريخ المونديال في مرمى هولندا، قبل ان يعيد الكرة امام المغرب. واضاف زميله في المنتخب والنادي سعيد العويران هدفاً إعجازياً، على الطريقة المارادونية، في مرمى بلجيكا بعد أن راوغ أكثر من نصف لاعبيها... وخرجت السعودية مرفوعة الرأس من الدور الثاني بعد خسارتها أمام السويد التي فازت بالميدالية البرونزية في ما بعد. ولم تقتصر المشاركة العربية المميزة في هذه الدورة على السعودية وحدها، إذ تألق الحكمان الاماراتي علي بوجسيم والسوري جمال الشريف، واختير الاول لادارة مباراة تحديد المركز الثالث بين السويد وبلغاريا. وشهدت المباراة النهائية بين البرازيل وايطاليا تأرجحاً طويلاً للكأس الذهبية بفعل الركلات الترجيحية قبل ان تستقر في احضان قائد المنتخب البرازيلي دونغا مسجلاً لبلاده رقماً قياسياً جديداً. قبل بضعة شهور، ردّ المدرب جوفاني تراباتوني على المطالبين بعودة فاكهة الكرة الإيطالية روبرتو بادجيو إلى صفوف المنتخب المشارك في مونديال كوريا الجنوبية واليابان بخمس كلمات لا أكثر "لا مكان له في تشكيلتي". لكن هذه الكلمات لم تمنع وسائل الإعلام المختلفة من مواصلة الضغط على تراباتوني الذي كرر كلماته الخمس في كل مرة، ثم أصيب بادجيو إصابة خطيرة أكد الكثر معها أن آمال اللاعب في اللحاق بالمونديال تبخّرت... فارتاح تراباتوني من سمّات البدن اليومية. عزيمة بادجيو كانت أقوى من الإصابة وأكثر واقعية من توقعات الأطباء، ولذا عاد سريعاً وشارك الاحد الماضي مع فريقه بريشيا في تحقيق الفوز على فيورنتينا 3-صفر... بل وكان هو صاحب الفرح الحقيقي لأنه سجل هدفين من بين الثلاثة التي فاز بها فريقه. وفوراً عاد الإعلام الإيطالي إلى مطلبه القديم، وخرجت العناوين الرئيسة للصحف الاختصاصية تنادي بضمه إلى المنتخب "بادجيو يدهش العالم... فأين أنت يا ترباتوني؟"، و "وماذا بعد يا جوفاني؟" و"بادجيو يسجل هدفين في محاولة لإيقاظ الكوتش"... الى غير ذلك من العناوين الساخنة. وبادجيو 35 عاماً هو واحد من أبرز رموز الكرة الإيطالية، وأكثرهم تعلقاً بملاعبها. موهوب بالفطرة وألعابه تتسم بالسهل الممتنع، ما يضيف إليها مذاقاً خاصاً به وحده. لم يُطلق عليه لقب "فاكهة الكرة الإيطالية" من فراغ، وعرف طريقه إلى المونديال عام 1990 عندما تألق على أرضه وبين جماهيره ثم شارك في الدورتين المتتاليتين عامي 1994 و1998 في الولاياتالمتحدةوفرنسا على التوالي. لكن آماله في المشاركة في هذا المحفل العالمي للمرة الرابعة على التوالي لا تقف عند هذا الحد "أتمنى أن أشارك مع بلادي في كوريا الجنوبية واليابان، لكن الأمر بيد "المستر". أبذل كل جهد ممكن من أجل أن أكون في مستوى يؤهلني للمشاركة وهذا كل ما يمكنني عمله، والبقية ترجع إليه وحده". لكن تراباتوني لا يزال يصف ضم بادجيو الى منتخبه بالمخاطرة "غاب ثلاثة أشهر عن الملاعب، لا يمكنني أن أخاطر بدعوته على حساب المصلحة العامة. سبق أن اعلنتها غير مرة: لا مكان له في تشكيلتي، وأجد نفسي مضطراً الى تكرارها الآن". وتلعب إيطاليا ضمن المجموعة السابعة الى جانب إكوادور وكرواتيا والمكسيك. على صعيد آخر، بات مدرب منتخب الولاياتالمتحدة بروس رينا أول من يذيع تشكيلة منتخبه الرسمية التي ستشارك في النهائيات، وهي ضمت 11 لاعباً سيشاركون للمرة الاولى في النهائيات، و11 لاعباً منضمين الى اندية اوروبية و12 في اندية محلية. ويعتبر القائد كلاوديو رينا، والمهاجمان كلينت ماتيس ولاندون دونوفان، والمدافع ايرني ستيورات اهم العناصر التي سيعتمد عليها المدرب "الحائر" في تحديد اسم حارس المرمى بين حارسي بلاكبيرن وتوتنهام الانكليزيين براد فريدل وكايسي كيلر على التوالي. وأوضح رينا الذي اختار 10 لاعبين تجاوزوا سن الثلاثين "تشكيلة هذا المنتخب تختلف عن منتخبات 1990 و1994 و1998، لانها تملك خبرة أكثر، وسنرى منتخباً افضل من ذلك الذي شارك اخيراً في فرنسا". ويلعب المنتخب الاميركي،الذي يبدأ تحضيراته بعد عشرة ايام في كاري في كارولاينا الشمالية، ضمن المجموعة الرابعة الى جانب كوريا الجنوبية وبولندا والبرتغال. وفي روسيا، وعدت احدى شركات النفط باهداء سيارة رياضية جديدة من طراز "بورش 911" لافضل لاعب في كل مباراة تفوز فيها روسيا. وأكدت انها خصصت، بدافع التفاؤل سبع سيارات، وهي بعدد المباريات التي سيخوضها المنتخب في حال حصوله على اللقب. وتقدر قيمة السيارة الواحدة بنحو 70 ألف دولار، وسيكون اختيار اللاعب الفائز بها من خلال استفتاء جماهيري عقب كل مباراة يفوز فيها الروس. كما كشف رئيس الاتحاد الروسي فياتشيسلاف كولوسكوفا النقاب عن ان لاعبي المنتخب سيحصلون على نحو 2،1 مليون دولار اذا فازوا بكأس العالم. وفي سيول، أكدت اللجنة المنظمة أمس ان مسابقات وحفلات موسيقية وعروضاً راقصة ستقام بدءاً من مطلع الشهر الجاري مع بدء العد التنازلي لانطلاق المونديال. والى جانب مسابقات ركلات الترجيح، سيقوم فنانون وموسيقيون من كوريا الجنوبية بتقديم عروض فولكلورية مجاناً. وكان الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي غونغ حث حكومته واللجنة المنظمة على تشجيع الناس على ابداء اكبر قدر من الحماسة للنهائيات، وتنظيم فاعليات مشجعة لهم وتعريفهم بأهمية هذا الحدث الكبير قبل انطلاقه.