تدور نقاشات بين الادارة الاميركية ومحامي الدفاع عن "الطالباني الاميركي" جون ووكر ليند حول إمكان اطلاعهم على ملفات التحقيق مع معتقلي غوانتانامو التي يرون أنها تفيد موكلهم، فيما تصر الادارة على إبقائها سرية لانها "تهدد الامن القومي". من جهة أخرى اعترفت أجهزة الاستخبارات بأن بن لادن كان في تورا بورا عندما بدأ الطيران الاميركي قصف المنطقة في 30 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، لكن أي قوات لم ترسل لملاحقته، نتيجة ما فسر بأنه عجز استغله زعيم "القاعدة" للفرار. واشنطن - رويترز- قالت سلطات الادعاء الاميركية انها تريد حصر فرصة الاطلاع على نتائج التحقيقات مع مقاتلي "القاعدة" المعتقلين في غوانتانامو، في اضيق نطاق ممكن، فيما طالب محامو الاميركي جون ووكر ليند المتهم بالانتماء الى حركة "طالبان" بالاطلاع على ملف التحقيقات في مسعاهم إلى تبرئة موكلهم. وتقدم المدعون بمذكرة الى القاضي تي أس إيليس في محكمة ألكسندريا ولاية فرجينيا، طالبين اصدار امر تحفظي لحماية نصوص المقابلات مع السجناء، متذرعين بأن كشفها يضرّ بالامن القومي. وطلب فريق الدفاع عن ليند وهو أميركي قاتل في صفوف "طالبان" و"القاعدة" في افغانستان واتهم بالتآمر ضد اميركيين في الخارج، فرصة لاجراء مقابلات مع أسرى الحرب الاميركية في أفغانستان بمن فيهم المحتجزون في سجن غوانتانامو. وطلب محامو ليند من الحكومة الاميركية الكشف عن هويات هؤلاء المحتجزين الذين أدلوا باعترافات تتعلق بموكلهم. كما طلبوا أيضًا السجلات أو الوثائق التي تتضمن معلومات عن ليند حصلت عليها السلطات الاميركية خلال فترة التحقيقات. ولكن أوراق المحكمة أفادت أنه في وقت كشفت الحكومة الاميركية عن 1400 صفحة من الوثائق السرية وغير السرية، الا أنها لا تريد نشر 13 تقريرًا على الاقل تضم اعترافات سجناء غوانتانامو. وقال الادعاء في مذكرة من أجل أمر تحفظي على نشر الوثائق: "لا تريد الحكومة نشر تقارير التحقيقات". وقال الادعاء إن المعلومات التي أدلى بها المحتجزون خلال المقابلات ربما تكون "مهمة جداً" للامن القومي لان المعلومات التي يكشفها المعتقلون قد تؤدي الى كشف إرهابيين آخرين واعتقالهم. واقترحت الحكومة إعلان المقابلات للدفاع ليستخدمها محامو ليند وبعض الخبراء وليس للاستجواب العلني. فرار بن لادن من جهة أخرى، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" أمس، أن إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش خلصت الى أن أسامة بن لادن كان في تورا بورا عندما بدأ الطيران الاميركي بقصف المنطقة يوم 30 تشرين الثاني الماضي، لكن زعيم "القاعدة" تمكّن من الفرار لان القوات البرية الاميركية لم ترسل لملاحقته. وتابعت الصحيفة أن مسؤولي الاستخبارات لديهم ما يعتبرونه أدلة قاطعة توصلوا إليها من طريق الاستجوابات ومراقبة الاتصالات، تفيد أن بن لادن كان في تورا بورا على الحدود الشرقية الجبلية في أفغانستان عندما بدأت المعركة، لكنه فرّ خلال الايام العشرة الاولى من شهر كانون الاول ديسمبر الماضي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الاستخبارات قولهم إن مقاتلي تنظيم "القاعدة" المحتجزين الذين استجوبوا، كل على حدة، أعطوا روايات متناسقة تصف خطابًا أدلى به بن لادن أمام المقاتلين في كهوف وأنفاق تورا بوروا. وقال مسؤول لم ينشر اسمه: "لا اعتقد أنه يمكن تأكيد ذلك تمامًا، لكننا خلصنا الى أنه كان هناك وهذه النتيجة تعززت بمرور الوقت". وأضاف: "لدينا ثقة كبيرة في أنه كان هناك ولدينا روايات من العديد من المحتجزين من أعضاء القاعدة الذين كانوا طليقين في ذلك الوقت". ونقل التقرير عن مسؤولين مدنيين وعسكريين أن متابعات ما بعد العمليات التي أجريت في شكل سرّي داخل حلقة القيادة العسكرية، وصفت هروب بن لادن باعتباره هزيمة كبيرة للولايات المتحدة. وأفاد التقرير أن وجهة النظر السائدة خارج القيادة المركزية الاميركية هي أن الجنرال تومي فرانكس قائد الحرب أساء تقدير مصالح الحلفاء الافغان الذين لم يلتزموا بوعودهم وأضاعوا أفضل فرصة للقبض على بن لادن أو قتله. وقال مسؤول بارز في مكافحة الارهاب للصحيفة: "أفسدنا الامر بعدم الوصول الى تورا بورا قبل ذلك وبترك الامر كله للافغان". وأضاف: "من الواضح أن القرار جاء عندما بدأنا قصف تورا بورا وقررنا فقط أن نقصفها لان هذا هو الوقت الذي فرّ فيه. لم ننشر قوات برية أميركية وهذا هو ما تعيّن علينا تغييره لاحقاً".