تقطع طائرة "بوينغ 737" التابعة لشركة طيران "يو.اس ايروايز" صحراء كاليفورنيا قبل ان تقترب من مطار موهافي المترامي في منطقة نائية على بعد 160 كلم شمال لوس انجليس وتهبط فيه. لكن بخلاف مئات من الرحلات الجوية الاخرى التي تنظمها الشركة يومياً فإن المسار الذي سلكته هذه الطائرة ستكون نهايته مختلفة بصورة كبيرة... لدى الهبوط ستمضي الطائرة نحو يوم كامل في الصحراء قبل ان يستعد فريق من المتخصصين في الصيانة لخزن الطائرة وتغطية نوافذها وأبوابها والاطارات بطبقة من رقائق الالومينيوم في ما أصبح يُعرف باسم مقبرة الطائرات. موجيف كاليفورنيا - رويترز - ستنضم طائرة البوينغ لاحقاً الى مئات الطائرات الاخرى في هذه المنشأة الصحراوية لمدة اسابيع أو شهور أو حتى سنوات الى أن يعيدها صاحبها الى العمل مرة اخرى أو يبيعها أو يتنازل عنها. والطائرات، التي يبلغ عددها نحو 300 وتصطف خارج مطار موهافي بمثابة الشواهد لآثار 11 أيلول سبتمبر التي لا تزال حاضرة وأدت الى سحب الخطوط الجوية لمئات من طائراتها من الخدمة. ويقول مسؤولون في المطار ان عدداً صغيراً من الطائرات غادر الصحراء ليعود الى السماء في الشهور القليلة الماضية، ولكن مع كل طائرة تنطلق مرة اخرى هناك ست طائرات اخرى تقريباً تنضم الى هذه المجموعة. وشركة "يو.اس ايروايز" ليست الوحيدة التي تستخدم موهافي كمكان لخزن الطائرات. ومن شركات الطيران الكبرى الاخرى التي تحتل مساحة هناك "كونتيننتال ايرلاينز" و"اميركان ايرلاينز" و"ساوث وست ايرلاينز" وخطوط "هاواي الجوية" وهذا مجرد مثال. وفي المطار كذلك طائرات تابعة لمؤسسة "فيديرال اكسبرس" فيديكس التي لديها 17 طائرة مصطفة فوق رمال الصحراء. الا ان "يو.اس ايروايز" التي تعاني منذ فترة هي اكبر مستأجر في هذا المطار اذ ان لديها نحو 120 طائرة في هذه المنشأة. وقالت الشركة، التي يبلغ عدد اسطولها العامل نحو 330 طائرة، الاسبوع الماضي انها توصلت الى اتفاقات لبيع 97 من طائراتها الاقدم والكثير منها موجود بالفعل في موهافي وكذلك محركات وقطع غيار. وثاني اكبر مستفيد من المطار هو شركة "كونتيننتال" ولديها نحو 50 طائرة. واصبح موهافي ومطار جنوب كاليفورنيا للامدادات، وهو مطار آخر صحراوي على بعد 160 كلم شرق لوس انجليس، اثنين من اكبر المخازن في البلاد للطائرات التي لم تعد هناك حاجة لها منذ 11 أيلول. وذكرت متحدثة باسم مطار جنوب كاليفورنيا ان هناك نحو 260 طائرة مخزنة اغلبها من "يونايتد ايرلاينز" و"دلتا ايرلاينز" و"الخطوط الجوية العالمية" تي. دبليو. ايه المملوكة الآن لاميركان ايرلانز. ويقول دان سابوفيتش، الذي تقاعد من منصبه كمدير عام لمطار موهافي في وقت سابق هذا الشهر بعد 30 عاماً في هذه الوظيفة، انه لم يشهد طوال حياته العملية مثل هذا الوضع. ويضيف: "هذه اسوأ فترة والطائرات تستمر في المجيء... كانوا يضعون مجموعة من الطائرات في الفترة الماضية الا ان الامر لا يماثل ابداً ما يحدث الآن". ويقدر سابوفيتش انه اذا استمرت الظروف الحالية فإن الطائرات ستظل تأتي بمعدل خمس أو ست طائرات في الاسبوع ومن الممكن ان يصل العدد الى 400 طائرة. ولا شك ان مجموعات الطائرات التي بدأت في الوصول الى المطار عقب 11 أيلول كانت مجرد بداية لتدفق وصل الى ذروته في كانون الاول ديسمبر واستمر حتى السنة الجارية. وتشير سجلات المطار الى انه كان هناك نحو مئة طائرة مخزنة في المطار قبل 11 أيلول الا ان هذا العدد ارتفع بنحو 30 طائرة اخرى في الاسابيع التي اعقبت الهجمات. وقفز هذا الرقم بواقع 70 طائرة اخرى في تشرين الاول اكتوبر قبل ان يهدأ هذا الاتجاه في تشرين الثاني نوفمبر. وفي كانون الثاني يناير وشباط فبراير كان عدد الطائرات القادمة الى المطار في حدود العشرينات قبل ان يتناقص العدد الى نحو 15 في آذار مارس. وتتيح الصحراء مكاناً مثالياً لخزن الطائرة بسبب المناخ الجاف. ويوجد ندى والامطار والرطوبة اقل مما يقلل حدوث الصدأ. ويتقاضى مطار موهافي بين 100 و200 دولار عن كل طائرة متوقفة شهرياً وفقاً لحجم الطائرات المخزنة. وعملية إعادة الطائرة الى الخدمة بسيطة وتتضمن ازالة رقائق الالومينيوم وإعادة انظمة التشغيل التي في العادة يتم تشغيلها في اطار عمليات الصيانة الروتينية.