انتهت فجر امس عملية اعتقال اخر مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين الذين دافعوا ببسالة اسطورية عن مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين على مدى تسعة ايام الى ان نفدت ذخيرتهم. واكدت مصادر في منظمة "بتسيلم" الاسرائيلية التي تعنى بحق الانسان في الاراضي الفلسطينية أنه جرى اعتقال 37 مقاتلا فلسطينيا تمت محاصرتهم في بنايتين داخل المخيم بعدما استنفدوا اخر طلقة من بنادقهم. وجاءت عملية الاعتقال بعد اطلاق هؤلاء المقاتلين صرخة استغاثة للمنظمات الحقوقية الدولية للتدخل للحيلولة دون اعدامهم بعدما اكدوا ان الجنود الاسرائيليين اعدموا نحو 50 منهم. وقال رسلان محاجنة من منظمة "بتسيلم" ان منظمته حصلت على ضمانات من الجيش الاسرائيلي بعلم منظمة الصليب الاحمر بعدم قتل هؤلاء المقاتلين بعد اعتقالهم. وعلمت "الحياة" ان من بين المعتقلين قائدي كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة "فتح" جمال حويل وعلي الصفوري قائد سرايا القدس التابعة ل"حركة الجهاد الاسلامي". وما زالت "حركة الجهاد الاسلامي" تمتنع عن اعلان استشهاد محمود طوالبة احد ابرز قيادييها في المنطقة فيما اشارت مصادر اسرائيلية الى مقتله. وعلى رغم انتهاء القتال داخل المخيم، ما زال الجيش الاسرائيلي يمنع أي شخص من الدخول اليه. ونشرت قوات كبيرة من الجيش في محيط المخيم خلال رفعها التجول على مدينة جنين لليوم الاول منذ احتلالها لمدة ساعتين واطلقت النار باتجاه المواطنين الذين حاولوا العودة الى المخيم للبحث عن اقاربهم وابنائهم الذين ما زالوا في عداد المفقودين. واعرب اهالي المخيم عن تخوفهم من ان يتم منعهم من العودة الى مخيمهم واعادة اعماره وتحويلهم الى لاجئين من جديد. وشردت القوات الاسرائيلية الاف الفلسطينيين الذين لا يجدون مأوى لهم بعدما اخرجوا من المخيم اول من امس . وشوهد بعض الاطفال وهم يبحثون عن اهاليهم و مواطنين يتفرسون في وجوه اللاجئين الجدد يبحثون عن اطفالهم في مشاهد ذكرت هؤلاء بنكبتهم الاولى عام 1948. واعاد الجيش الاسرائيلي احتلال مدينة طولكرم التي اعلنت اسرائيل انسحابها منها قبل يومين، وواصل عمليات الاعتقال في صفوف الشبان الفلسطينيين فيما توسعت دائرة الاحتلالات الاسرائيلية لتطاول قرى فرعون وذنابة وارتاح. وحاصرت الدبابات الاسرائيلية مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين.