انشغلت الأوساط الأوروبية ب"ورقة الأفكار" التي قدمها وزير خارجية المانيا يوركا فيشر الى الأطراف الدولية الأربعة في مدريد أمس، للبحث في كيفية ايجاد حل عادل للنزاع في الشرق الأوسط، على رغم عدم صدور شيء حول تلك الأفكار. وتتضمن الورقة التي بحثها فيشر مع نظيره الروسي ايغور ايفانوف في فايمر، عشية لقاء مدريد، دعوة الى وقف فوري لاطلاق النار، واقامة فاصل بين الاسرائيليين والفلسطينيين، ووضع حد للأعمال "الارهابية" واقامة دولة فلسطينية مستقلة في وقت قريب. ولم يستبعد المستشار الألماني غيرهارد شرودر مشاركة بلاده في قوة دولية لحفظ السلام ترسل الى المنطقة. ورد السفير الاسرائيلي في برلين شيمون شتاين قائلاً ن الدولة العبرية لا تمانع في ذلك وانه "ممكن من حيث المبدأ". وقال لصحيفة "فيست دويتشه الغماينه تسايتونغ": "إذا وقع اتفاق بين الأطراف المتصارعة سيكون على الألمان تقرير مشاركتهم". لكنه اعتبر ان فكرة شرودر سابقة لأوانها، وانه لا بد من طرح الموضوع فقط في حال "توقف الارهاب" ووقع اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين. في السياق ذاته اعربت رئيسة الحزب الديموقراطي المسيحي المعارض في المانيا آنغيلا مركل عن تأييدها مشاركة عسكرية المانية في قوة دولية في الشرق الأوسط "على أن تسبقها اقتراحات اخرى لتسوية النزاع". لكن أصواتاً أخرى في الحكومة والمعارضة اعلنت رفضها هذه المشاركة، وهو أمر إذا حصل يكسر بعض المحرمات التي لا تزال تطبع العلاقات بين اسرائيل والمانيا بسبب تاريخها النازي. وحيا ممثل المفوضية الفلسطينية عبدالله فرنجي استعداد الحكومة الألمانية لارسال جنود للمشاركة في قوة سلام دولية، وقال لاذاعة "هيسيشر روندفونك" ان مثل هذا الاقتراح "لا نظير له في تاريخ المانيا"، مشيراً الى أن شرودر وفيشر مقبولان لدى الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني ومدعومان من الاتحاد الأوروبي. وأقرت الناطقة باسم وزارة الخارجية سابينا شبارفاسر امس بأن ورقة فيشر بحثت في مدريد، وتعكس في صورة واضحة خطتي ميتشل وتينيت والمبادرة السعودية التي تحولت الى مبادرة عربية.