توالت عبارات الاشادة بالملكة الأم في بريطانيا في وقت رثاها قادة العالم. وتم استدعاء اعضاء مجلسي العموم واللوردات من عطلهم للمشاركة في مراسم الجنازة. لندن، باريس - رويترز، أ ف ب - قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان الملكة الأم التي رحلت عن الدنيا في سلام اثناء نومها عن عمر يناهز 101 عام اول من امس، كانت رمزاً "للكياسة والشجاعة" في قرن شهد تغييرات ملحمية. وقال: "على مدى عمرها المديد وحياتها غير العادية، كانت كياستها واحساسها بالواجب وحبها الملحوظ للحياة، موضع حب واعجاب من الناس من كل الاعمار والاوساط. كانت جزءاً من نسيج امتنا وكنا جميعاً في غاية الفخر بها". وأعرب الرئيس الاميركي جورج بوش عن "عميق حزنه" لوفاتها. وقدم الرئيس الفرنسي جاك شيراك تعازيه وتعازي زوجته برناديت الى ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية. وكتب شيراك في رسالته ان "الملكة الأم شاركت بشجاعتها وبساطتها الشعب البريطاني جميع افراحه واحزانه". وأضاف ان "طيبة قلبها وابتسامتها جعلتا منها من اكثر الشخصيات جاذبية في عصرنا. وكانت في جميع القارات، رمزاً لمبادئ وقيم المملكة البريطانية". وقال شيراك ان "الفرنسيين احبوها وخصوصاً اثناء المحنة القاتمة التي قاتلنا خلالها معاً جنباً الى جنب من اجل الحرية". واكد ان "صداقتها لم تشوبها شائبة ابداً ولذلك فان مواطني بلدي يشعرون بالامتنان الكبير لها". كما عبر رجال السياسة والدين المسيحي وافراد الأسر المالكة، عن احترامهم لامراة كان لها "عميق الاثر على شعوب الارض". وقال دون ماكينون الامين العالم لمنظمة الكومنولث ان الملكة الام "ستفتقد كثيراً" لدى دول المجموعة الاربعة والخمسين التي تشكل في معظمها المستعمرات البريطانية السابقة والتي ترأسها ابنتها الملكة اليزابيث. وقال ماكينون "كانت شخصية غير عادية كرست حياتها لعائلتها وامتها والكومنولث". وردد رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان الكلمات نفسها. وقال: "اليوم يشاركني جميع الكنديين التعبير عن الحزن من ان رمزاً للفضل والكرامة والشجاعة الشخصية قد غاب عنا. وفوق كل هذا ستظل حية الذكر اذ لم يكن لها مثيل في تكريسها حياتها للواجب خلال اظلم ايام الحرب العالمية الثانية عندما وقفت بريطانيا وكندا والكومنولث وحدها ضد طاغية بدا انه لا يقهر". وادلى افراد العائلات المالكة من بلجيكا الى اسبانيا بدلوهم اذ بعثوا ببرقيات العزاء ومكالمات المواساة الى لندن. وقال ناطق باسم الملك خوان كارلوس ملك اسبانيا "هناك روابط وثيقة بين العائلتين". واعلنت رئاسة الوزراء البريطانية ان البرلمانيين البريطانيين الذين يقضون عطلة عيد الفصح، سيتم استدعاؤهم كي يتمكن اعضاء مجلس النواب ومجلس اللوردات من المشاركة في المراسم التي ستقام تكريماً للملكة الام. واوضحت رئاسة الوزراء ان استدعاء البرلمانيين بحث فيه مع المسؤولين عن الاحزاب السياسية ورئيس البرلمان.