لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - شهدت اسعار النفط تقلبات حادة أمس متأثرة بمجموعة من الانباء والبيانات، اذ ارتفع خام القياس البريطاني "برنت" في بداية التعاملات الى 23 دولاراً للبرميل وهبط في الساعات التالية من التعامل مقترباً من سعر 22 دولاراً بعدما شكك المدير العام لمنظمة الطاقة الدولية روبير بريدل بالتزام روسيا خفض صادراتها النفطية. وقالت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلاً عن امانة المنظمة ان سعر سلة خامات "أوبك" السبعة واصلت ارتفاعها أول من أمس الى 21.22 دولار للبرميل من 20.51 دولار يوم الاثنين. وارتفع سعر "برنت" للعقود الآجلة تسليم نيسان أبريل في بورصة النفط الدولية في لندن صباح أمس الى 23 دولاراً، بزيادة مقدارها 21 سنتاً على سعر الاقفال السابق، بعدما اشارت بيانات المخزونات الاميركية الى انخفاض مفاجئ في مخزونات البنزين. واعلن معهد البترول الاميركي في وقت متأخر من مساء أول من أمس ان مخزونات البنزين انخفضت بمقدار 3.1 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في الاول من آذار مارس الجاري، أي ما يزيد على عشرة أضعاف توقعات المحللين الذين قدروا انخفاض المخزون بنحو 300 الف برميل فقط. لكن مخزونات الخام ارتفعت بشكل مفاجىء بمقدار 1.2 مليون برميل. وقال محللون ومتعاملون ان المكاسب الكبيرة في الاسعار أول من أمس وعند بداية التعامل أمس تدعمت باستمرار التزام روسيا خفض الانتاج بناء على اتفاق مع منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ومنتجين من خارجها بالاضافة الى استمرار المخاوف من عمل عسكري اميركي ضد العراق. لكن خام "برنت" تراجع في الساعات التالية من التعامل بعدما قال المدير العام لوكالة الطاقة الدولية ان روسيا لم تلتزم في الشهرين الاولين من عام 2002 بالكامل تعهداتها بخفض صادرات النفط في الربع الاول من السنة. وهبط سعر "برنت" الى 22.37 دولار للبرميل، بخسارة مقدارها 59 سنتاً على سعر الاقفال أول من أمس. وقالت روسيا انها ستخفض صادراتها بمقدار 150 الف برميل يومياً لمساعدة "أوبك" على دعم الاسعار. وقال بريدل: "على حد علمنا لم تلتزم روسيا بالكامل بعد بمستوى الانتاج والصادرات الذي اتفقت عليه مع اوبك". وأضاف في مؤتمر صحافي في موسكو: "ارتفعت صادراتها من منتجات النفط بدرجة كبيرة". وتابع ان الوكالة ستصدر تقديراتها عن الصادرات الروسية يوم 12 آذار مارس الجاري. واعلن وزيرا النفط النروجي اينار ستينسنايس والمكسيكي ارنستو مارتنز أمس ان بلديهما، اللذين يعتبران من ابرز منتجي النفط ولا ينتميان الى "أوبك"، سيواصلان خفض انتاجهما حتى نهاية حزيران يونيو مهما كان قرار روسيا التي تنوي العودة الى حجم صادراتها السابق اعتباراً من الفصل الثاني من السنة الجارية. لكن الوزيرين اعتبرا اثناء مؤتمر صحافي مشترك ان انضمام روسيا الى جهودهما من اجل استقرار السوق النفطية امر اساسي ومرجح. وفي شأن تمديد العمل بخفض الانتاج الى ما بعد النصف الاول من السنة، قال ستينسنايس ان مثل هذا التمديد لن يكون ضرورياً "بحسب المؤشرات الحالية" حتى ولو بقيت امكانيته قائمة. وأضاف: "لا ننوي تعليق العمل بخفض انتاجنا" قبل نهاية حزيران. اما مارتنز فقال ان "موقفنا مشابه. عندما يحين اوان اعادة النظر في موقفنا، فسنقوم بذلك". وكانت النروج والمكسيك وروسيا بين خمس دول من غير اعضاء في "أوبك" قررت خفض انتاجها معاً بنحو نصف مليون برميل يومياً بالاضافة الى قرار "أوبك" خفض سقف انتاجها بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً بدءا من أول كانون الثاني لدعم الاسعار. وارجأت روسيا الاثنين قرارها في شأن احتمال تمديد العمل بخفض 150 الف برميل في اليوم من انتاجها النفطي خلال الفصل الثاني من السنة الجارية. وقال وزير النفط العماني محمد الرمحي أمس ان عمان مستعدة لمد العمل بقيود الانتاج حتى نهاية السنة الجارية لمساعدة "أوبك" في دعم اسعار النفق. وعمان ليست عضواً في "أوبك". وأضاف الرمحي ل"رويترز": "نحن مستعدون للابقاء على الخفض البالغ 40 الف برميل يومياً حتى نهاية السنة. اسعار النفط بلغت الان نطاقاً مريحاً ولكننا سننزعج بشدة اذا تجاوز سعر سلة أوبك 25 دولاراً للبرميل".