بدأت دمشق تحركا عربيا واسعا، لمواجهة التطورات في المنطقة استهله الرئيس بشارالاسد في بيروت وقبل ان يزور السعودية ويلتقي الملك عبدالله والرئيس حسني مبارك. ولم تكن العلاقات الاقتصادية والتجارية أقل شأناً من المواضيع السياسية التي نوقشت في القمة اللبنانية - السورية واجتماع المجلس الأعلى بين البلدين، لمناسبة الزيارة الرسمية الاولى التي يقوم بها الاسد لبيروت منذ توليه السلطة في سورية. وابدى الجانبات تقويما مشتركا لما آلت إليه التطورات في المنطقة في ضوء التدهور الخطير في الاراضي الفلسطينية المحتلة، خصوصا لجهة تشديدهما على مرجعية مدريد للسلام في مقابل الارض وحق العودة للفلسطينيين راجع ص5. وإذا كانت القمة الثنائية جاءت قبل 24 يوماً من استضافة لبنان للقمة العربية في 27 و28 آذار مارس الجاري فإنها أتاحت للجانبين توجيه رسالتين الأولى تتعلق بتأكيد موقفهما المشترك من الأوضاع المستجدة في المنطقة والثانية يراد منها تنفيس اجواء الاحتقان التي يعبر عنها البعض في تعاطيه مع ملف العلاقات الاقتصادية معتبراً ان هناك خللاً في تطبيق الاتفاقات لمصلحة سورية. فعلى الصعيد السياسي كان الرأي متفقاً على ان نهج إسرائيل وسياستها العدوانية والدموية يستهدف فرض واقع جديد يؤدي الى ضرب احتمالات تحقيق السلام العادل والشامل والدائم وفق المعادلة التي ارسى قواعدها مؤتمر مدريد والمستندة الى القرارات الدولية لا سيما منها القرارات 242 و338 و425 و194. واعتبر الأسد ولحود ان اي مسعى لوضع حد للصراع العربي - الإسرائيلي لا بد أن يقوم على هذه الأسس التي تؤمن تحرير كامل الأراضي المحتلة وتضمن حق العودة للشعب الفلسطيني الى أرضه وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس واتفقا على ان القمة العربية ستكون مناسبة للبحث في كل المواضيع المطروحة على أمل الخروج بمواقف تعزز التضامن العربي وصمود الشعب الفلسطيني وانتفاضته، علماً ان البيان المشترك لم يتطرق الى مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ما اعتبر انه ينم عن رغبة لإفساح المجال امام بحثها في زيارة الأسد غداً للسعودية. وفي دمشق التي يزورها اليوم رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب لاجراء محادثات تهدف الى "تنسيق المواقف من التطورات العربية" بحسب وكالة "بترا" الاردنية، توقعت مصادر مطلعة انعقاد قمة بين الرئيس الاسد والعاهل الاردني الملك عبد الله بعد ان يجري الرئيس السوري محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز يومي الثلثاء والاربعاء المقبلين. وكان الاسد والملك عبدالله اجريا اتصالا هاتفيا مساء اول من امس للاتفاق على موعد لقائهما. وتحدثت مصادر مطلعة عن قمة سورية - مصرية ايضا، بعد عودة الرئيس حسني مبارك من زيارته الرسمية لواشنطن. وذكرت المصادر ان هذه الاتصالات تأتي في اطار "تحرك سوري يقوم على الوصول الى رؤية عربية موحدة لدعم الانتفاضة الفلسطينية وتحقيق وحدة الصف العربي". ونقلت مصادر رسمية عن وزير الخارجية السوري قوله، خلال لقائه رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي، ان "الموقف العربي الموحد وحده القادر على لجم النزعة العدوانية الاسرائيلية"، معربا عن الامل في ان يتوصل القادة العرب الى "صوغ هذا الموقف بما يكفل الحفاظ على الحقوق العربية والفلسطينية". اما على صعيد القمة اللبنانية - السورية، فنقل مصدر رئاسي في بيروت عن الأسد قوله في مستهل اجتماع المجلس الأعلى: "إننا جئنا الى هنا لمساعدتكم ونحن من جانبنا ندعم الإجراءات التي تتخذها الحكومة لمعالجة المشكلة الاقتصادية من دون تحفظ، ولن نتردد في مساندتكم اعتقاداً منا ان ما يصيب لبنان يصيبنا وبالتالي نحن شركاء مصير ومسار، وأن واجبنا الوطني والقومي يدعونا الى الوقوف الى جانبكم باستمرار لمواجهة التحديات التي تواجهكم". ولفت المصدر الى مبادرة الأسد، اثناء تقويم اتفاقات التعاون، الى ابلاغ لحود انه اتخذ مجموعة من القرارات التي ستساعد على حل الإشكالات العالقة بين البلدين.