باريس - "الحياة" - العمل للروائي والصحافي اللبناني أمين معلوف "الحب من بعيد"، دار اكت سود. لا يشبه أعماله الروائية السابقة. فهذا العمل هو دراما غنائية، كانت حوّلتها الفنلندية كايجا سارياهو الى مسرحية أوبرا عرضت للمرة الأولى في سالسبورغ، آب أغسطس 2000. للوهلة الأولى قد يعجب قارئ كتاب أمين معلوف "الحب من بعيد"، لصدرو دراما شعرية بقلم الصحافي الذي اعتاد كتابة الروايات التاريخية. ولكن لا أحد مؤهل أكثر من معلوف الذي يعيش في فرنسا، ليكتب عن حب نشأ بين أمير غربي كونتيسة شرقية، من بعيد. استوحى الكاتب أفكاره من الأدب المخملي الراقي ليروي قصة رجل وقع في حب امرأة لم يقابلها قط. هو جوفريه روديل، أمير منطقة بليه في اكيتان الفرنسية، يهوى الشعر والفروسية. وهي كليمانس، كونتيسة طرابلس في لبنان. ويحمِّل الأمير المسافرين أشواقه وهيامه فيقطعون بها البحار، ويحملونها بأمانة الى محبوبته. وتنتاب جوفريه حيرة بين الرغبة في ان يستمر حلمه والسفر لملاقاة تلك التي دغدغت مخيلته وقتاً طويلاً. الا انه في النهاية يعقد العزم ويتوجه الى الشرق. ولكن شكوكه ظلت تتآكله طول الطريق حتى مات بين ذراعي كليمانس التي كانت مناسبة له تماماً، لو انه عرفها أكثر. وبعد الانتهاء من مراسم الدفن، تقرر كليمانس دخول الدير، حيث راحت تتضرع لله والحبيب. ينطوي كتاب معلوف المستوحى من أدب القرون الوسطى حيث الحب والموت في احتكاك دائم، على بعد جديد، يتمثل في اللقاء المحتم والقاتل بين الشرق والغرب.