قال زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق ان حكمة الخرطوم قد تكون متعاونة مع الحرب العالمية على الارهاب، الا انها لا تزال ترعى ارهابا اقليميا داخل السودان وفي جواره، لكنه اعرب عن تفاؤله بامكان انهاء الحرب الاهلية في جنوب البلاد المستمرة منذ 19 عاما. من جهة اخرى نفت المعارضة السودانية انها تحشد قوات داخل اريتريا على الحدود الشرقية للسودان. اتلانتا - رويترز، أ ب - اعتبر العقيد جون قرنق قائد "الجيش الشعبي لتحرير السودان" الذي يزور الولاياتالمتحدة حاليا، في كلمة القاها في مركز كارتر في اتلانتا، ان النضال المسلح والضغوط الدولية ووحدة المعارضة ستتضافر على اجبار الحكومة السودانية على دراسة التفاوض لانهاء الحرب المندلعة في البلاد منذ 19 عاما نهاية سلمية. واضاف قرنق، امام نحو مئة شخص في مركز كارتر الذي اسسه الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر: "لقد زادت احتمالات ايجاد تسوية سياسية" في السودان. وكان قرنق التقى كارتر الذي يهتم بالشؤون السودانية قبل القاء كلمته، واجتمع في الاسبوع الماضي مع وزير الخارجية الاميركي كولن. وجاءت جولته التي شملت دولا اوروبية، بعد التوقيع مع الحكومة السودانية على اتفاق لوقف النار في جبال النوبة شرق البلاد، وموافقة الخرطوم على آلية دولية لمراقبته، وعلى وقف القصف الجوي للمدنيين في الجنوب. من جهة اخرى، اتهم قرنق، في كلمته، الحكومة السودانية بانها لا تزال ترعى "مجازر جماعية" و"العبودية" في البلاد. وقال انه وصفها سابقا بانها "طالبان افريقيا"، مشيرا الى ان الخرطوم استقبلت زعيم شبكة "القاعدة" اسامة بن لادن. واضاف "ان حكومة طالبان سقطت في افغانستان لكن حكومة الخرطوم لا تزال قائمة". واعرب عن اعتقاده "بان مشكلة السودان هي مشكلة عدم تحديد المفاهيم. لقد توالت حكومات كثيرة في الخرطوم لكنها تجاهلت كلها التنوع في السودان. ولم تفهم السودان الا عبر معيارين: العروبة والاسلام". واعتبر ان الحل يكمن في تحول ديموقراطي يمكِّن كل مكونات البلد، بمن في ذلك المسلمون، من المشاركة في الحكم. وفي اسمرا، نفى ناطق في المعارضة السودانية "وجود حشود وتحركات عسكرية لقواتها داخل الحدود الاريترية"، معتبراً ان "النظام يذر الرماد في العيون، لهجوم شامل على قوات "التجمع الوطني الديموقراطي" في شرق السودان. وذكر ل"الحياة" امير بابكر مسؤول الاعلام في "قوات التحالف السودانية" بزعامة العميد المتقاعد عبدالعزيز خالد التي أعلنت اندماجها مع حركة قرنق "ان النظام حشد قواته على امتداد الجبهة الشرقية للهجوم على قواتنا"، معتبراً "انه يحاول التغطية على ذلك بمزاعم عن تحركاتنا داخل اريتريا"، مشيراً الى وجود المعارضة منذ فترة في جبال جنوبالبحر الاحمر التي أعلن واليها قبل أيام وجود حشود عسكرية داخل الحدود الاريترية استعداداً لمهاجمة مناطق استردتها القوات الحكومية من المعارضة العام 1998. من جهة اخرى اكد بابكر تمسك المعارضة بكل الخيارات بما فيها العمل المسلح، مشيراً الى "بدء خطوات دمج قوات التحالف مع قوات الجيش الشعبي"، ملاحظاً ان انضمام المسؤول السياسي في "التحالف" تيسير محمد أحمد الى الوفد الذي يرافق قرنق في جولته الاميركية "يؤكد الخطوات التي وصلنا اليها". واستبعد الحديث عن وقف شامل للنار قبل حصول تسوية شاملة عبر اتفاق سياسي"، مؤكداً ان قرنق "لم يتحدث مع المسؤولين الاميركيين عن وقف شامل للنار لأن هذا سابق لأوانه".