من الادوات الكثيرة التي غص بها معرض "سي بت -2002" في هانوفر، كما تقول لنا اللغة العربية لوصف الاكتظاظ الزائد، المساعد الشخصي الرقمي "جورنادا 928" من صنع شركة "هيولييت باكارد". ومن الناحية التقنية، تسير هذه الاداة في الخط الاول من التقدم في دنيا الاتصالات. "جورنادا 928" هي مزيج من كومبيوتر يد محمول وهاتف خلوي متطور. وتعرض شاشتها النقية الالوان ايقونات برنامج "بوكيت بي سي 2002" للكومبيوتر. وتعتمد نظاماً متقدماً في تلقي موجات الراديو للاتصالات الخلوية. وعلى وجه التحديد، تعتمد على نظام راديو الباكيت العام، الذي يعرف باسم "جي بي ار اس". ويقدر هذا النظام على الدخول الى شبكة الانترنت، ويحمل موادها الى الخلوي. وبفضل "جي بي ار اس"، فإن نقل المواد كافة، من نصوص وصور وكلام وموسيقى، يجري في سرعة كبيرة. ومع اختصار الوقت، تنخفض قليلاً كلفة دخول الانترنت عبر هواتف خلوية متطورة، كمثل "جورنادا 928". فهل ستغري هذه الاداة وغيرها الجمهور العام، وخصوصاً قطاع الشباب في استخدامها للابحار على الشبكة بدل ما يستعملونه حالياً؟ هل سيترك الشباب نوادي الانترنت ومقاهيها، حيث الاتصال والثرثرة على الشبكة متوافران بأسعار متدنية، ليستعملوا الوسائل الاقرب الى العزلة؟ من يدري. والانطباع العام الذي تتركه الادوات الجديدة المتطورة التي عرضت في معرض "سي بت -2002" تدعم الاتجاه نحو المزيد من الفردية في الاتصالات. ولأنها تتصل مع شبكة الانترنت، فإنها تطرح سؤالاً مقلقاً عن مفهوم "الانسان المتصل". هل هو اشد ام اقل انعزالاً؟ الارجح انه فرد متناقض. فهو يمتلك وسائل لم تتيسر للبشرية من قبل للاتصال بمن يريد ساعة شاء. ولكنه يفعل ذلك في وحدة وعزلة مطلقة، تزيد الاحهزة المتطورة من شدتها. حتى اذا دخل الانترنت، فان شركات الخلويات المتطورة "تنصحه" بان يفعل ذلك وحده، وبواسطة هاتف يعزله عن كل ما يحيط به.