قال رئىس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي إن شن عملية عسكرية واسعة ضد مقاتلي "القاعدة" و"طالبان" ما زال وارداً، في حال ظهور جيوب جديدة لهما. واعتبر في حديث الى "الحياة" ان ظهور هؤلاء المقاتلين في محيط غارديز كان الاكبر لهم منذ سقوط نظام الحركة. وكشف عن تعليمات مشددة ارسلها الى قادة الولايات الافغانية بالبحث عن العناصر العربية المعتقلة لديهم واطلاق سراح الذين لا صلة لهم بالارهاب او غير مطلوبين من قوات التحالف. وأشار الى انه شخصياً يؤيد استمرار حكم مركزي لبلاده وان كان امام افغانستان مشوار طويل. واكد ان علاقات بلاده بالعالم العربي قوية، موضحاً ان تنظيم "القاعدة" لا يمثل الشعب العربي، فيما لا تمثل حركة "طالبان" الشعب الافغاني وكلاهما لا يمثلان الاسلام والمسلمين. وفي ما يأتي نص الحديث: منذ توليت منصبك وأنت في حركة مستمرة سواء داخل البلد او خارجها، ما الذي حققته خصوصاً لجهة الوعود التي قطعتها دول في مجال اعمار افغانستان؟ - الزيارات كانت لهدفين، الأول: لتقديم افغانستان بعد الظلمة التي عاشتها، واعادتها الى المجتمع الدولي واعادة الاتصالات القديمة التي كانت لبلدنا مع الدول. والثاني: طلب المزيد من الاهتمام بأفغانستان والتأكد من ان الوعود التي قطعت من قبل المجتمع الدولي سيتم الوفاء بها. وزياراتي في هذا الاطار كانت ممتازة سواء كان ذلك للدول المجاورة ودول المنطقة او الدول الاسلامية وبقية انحاء العالم. اما زياراتي داخل افغانستان فهي للتأكيد للشعب الافغاني أننا بخير واننا نتحرك في الاتجاه الصحيح ولنرى ما هو مزاجهم وماذا يفكرون تجاهنا، ولهذا كانت زيارات جيدة سواء تلك التي قمت بها لهيرات وجلال آباد وسمنغان، او التي سأقوم بها لمزار الشريف. هل انت متفاءل بوحدة افغانستان وهل تتوقع ان تستمر في العمل بقيادة حكم مركزي في المستقبل؟ - في هذه المرحلة ستبقى الامور على حالها. عندما يتعلق الامر بقادة الميليشيات وأمراء الحرب، هل هناك افكار نُوقشت تمهيداً لدمج هؤلاء في جيش وطني؟ - لقد عقدنا مؤتمرين في هذا الاطار، واحد كان لحكام المقاطعات، ثم عقدنا مؤتمراً لمناقشة تشكيل جيش وطني لأفغانستان، وقد تكللا بالتفاهم وسارا في شكل جيد. إن المزاج العام في البلد تجاه الجيش والغاء المجموعات المسلحة، وكل هذا يدفع في اتجاه توحيد البلد، لأن كل شخص يعرف كلفة عدم الوقوف الى جانب افغانستان وعدم الوقوف الى جانب السلام والاستقرار. كل شخص هنا يقر بأهمية وجود جيش وطني وقوة شرطة وأهمية السلام في افغانستان. في هذا الصدد لدينا مشكلات بسيطة وليست مستعصية. الرئىس جورج بوش ألقى خطاباً قبل يومين دعا الاميركيين الى توقع تضحيات في افغانستان ومثله فعل وزير الدفاع البريطاني، ما الذي يحصل في البلاد خصوصاً انك قلت قبل اسبوعين ان وجود حركة "طالبان" و"القاعدة" في جنوب شرقي افغانستان هو آخر الجيوب؟ - إن آخر أكبر منطقة وجود فيها مقاتلي حركة "طالبان" و"القاعدة" كان في محيط غارديز وقد قُضي عليهم او فروا، لكن هذا لا يلغي وجود جيوب اخرى متفرقة او ظهور جيوب جديدة. الحرب ضد الارهاب كحرب رئىسة انتهت، لكن مطاردة عناصر "طالبان" و"القاعدة" سواء كانوا على شكل مجموعات او افراد او قواعد، مستمرة حتى يقضى عليهم داخل افغانستان. العالم العربي الى أي مدى نجحتم في توطيد علاقاتكم مع العالم العربي بعد الضرر الذي لحق بهذه العلاقات نتيجة نشاط "القاعدة" في بلادكم؟ - العرب في افغانستان لا يمثلون العالم العربي ولا الشعب العربي و"طالبان" ايضاً لا تمثل شعب افغانستان، وكلاهما لا يمثلان الاسلام. الشعب العربي هو جزء من المجتمع الدولي، وهو جزء تاريخي. انهم شعب مثقف، انظر الى النجاح الذي حققوه. لقد كنت في المملكة العربية السعودية، انها مختلفة تماماً، فيها بيئة مسالمة، انها في قلب الاسلام. العرب الذين كانوا في افغانستان ليس لهم ما يربطهم بالعرب الحقيقيين الذين نفتخر نحن بهم. وهناك الكثير من القصص التي ظهرت في الصحافة العربية ومعظمها ناجم عن سوء فهم، وهي باتت من مخلفات الماضي. لقد التقيت بالسفراء العرب وقلت لهم ان كل عربي ليس مذنباً ولا صلة له بالارهاب يجب ان نعمل على اعادته الى بلده. وعلاقاتنا بالعالم العربي جيدة والزيارة الاولى لي خارج بلدي كانت الى المملكة العربية السعودية ثم ذهبت الى الامارات وعرجت على عمان. ماذا عن مصير المعتقلين من العرب لديكم، هل هناك ارقام محددة لهم؟ - لم نتمكن من احصائهم بعد، لقد ارسلت رسائل قوية الى جميع المقاطعات التي يحتمل ان يوجد فيها عناصر عربية من اجل العثور عليهم او اطلاق سراح ممن ليس لهم صلة بالارهاب او غير مطلوبين لقوات التحالف الدولي وما شابه ذلك. انني اتابع الأمر باهتمام وقد ناقشناه امس مع القيادات المختلفة في كابول. الى اي مدى يمكن القول انك تقود حكومة موحدة متآلفة؟ - الحكومة متحدة في شكل قوي، ولا يجب ان نكون جميعنا على خط واحد في ما يتعلق بآرائنا وتوجهاتنا الشخصية، لكن عندما يتعلق الامر بالاجماع والمصلحة المشتركة هناك حد ادنى من التفاهم.