واشنطن - مونبيلييه، ناربون فرنسا - "الحياة"، أ ب - أرسل المدعون العامون الفيديراليون رسالة الى ذوي ضحايا هجمات 11 أيلول، قالوا فيها إنهم يستعدون للمطالبة بتنفيذ حكم الاعدام في زكريا الموسوي، المتهم بالتخطيط لهجمات 11 أيلول وتدريب منفذيها. وقال مسؤولان أميركيان رفضا الكشف عن اسميهما إن وزير العدل جون آشكروفت لم يعط بعد موافقته على المطالبة بالعقوبة القصوى، ولكن لا يزال أمام وزارة الدفاع مهلة حتى 29 الشهر الجاري لتقرر بهذا الشأن. ويسعى المدعون الى اقناع المحكمة بأن الرجل الذي خطط لهجمات 11 أيلول ودرب منفذيها، يستحق الموت. وكانت نيات الحكومة تطبيق عقوبة الاعدام، كشفت للمرة الاولى في رسالة من المدعي العام بول ماكنالتي ومدعي التحقيقات دايفيد نوفاك الى عائلات عشرات الضحايا. وكانت محاكمة الموسوي البالغ من العمر 33 عامًا بدأت في 30 أيلول الماضي، في محكمة ألكسندريا ولاية فيرجينيا، على بعد بضعة كيلومترات فقط من مقر وزارة الدفاع البنتاغون. وفي يوم الهجمات على الولاياتالمتحدة، كان الموسوي في السجن بعدما أوقف في مينيسوتا في آب أغسطس الماضي، بسبب حيازته تأشيرة دخول غير قانونية. وأضافت الرسالة أن المدعين العامين سيستدعون 30 عائلة لتشهد كيف آذتها الاعتداءات الارهابية، وهي شهادة مهمة في مرحلة إصدار الحكم إذا دين الموسوي. ويعتبر آشكروفت مؤيدًا لعقوبة الاعدام منذ وقت طويل. والدة زكريا وفي فرنسا رفضت عائشة الموسوي والدة زكريا، التوجه الى قسم الشرطة في نوربون ليقوم المدعي العام الأميركي روبرت سبنسر باستجوابها. وكان سبنسر حضر الى فرنسا لمتابعة التحقيقات مع عائلة الموسوي. وكشفت المحامية الفرنسية إيزابيل كوتان بير، بصفتها موكلة والدة الموسوي عن رسالة كانت وجهتها الى رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان، نفت فيها أن يكون زكريا رفض الإفادة من المساعدة القنصلية الفرنسية. وأوضحت كوتان- بير في رسالتها، أن الموسوي أبلغ من قبل السلطات الأميركية أن من حقه الاتصال هاتفياً بالقنصلية الفرنسية، وأنه لم يرفض المساعدة القنصلية، وذلك خلافاً لما أكدته وزارة الخارجية الفرنسية. وأشارت الى أن عائشة الموسوي طلبت منها الحصول على معلومات حول الأسس القضائية التي تبرر اعتقال ابنها، وأبدت استغرابها للتساهل الذي تبديه السلطات الفرنسية، على رغم إدراكها أن الموسوي قد يواجه عقوبة الموت التي تطالب فرنسا، وتحديداً الحزب الاشتراكي، بإلغائها في دول العالم أجمع. كذلك رفض عبد الصمد الموسوي شقيق زكريا التجاوب مع المحققين، وعبر عن غضبه لاخضاعه وأفراد العائلة كافة للتحقيق، وقال لاذاعة "فرانس إنفو": "لم أجب على أي من أسئلة المدعي الاميركي لان الامر لا يعنيني". وأضاف:"أنا مصدوم حقاً. كيف يتوقعون أن اعطي معلومات لمحقق يسعى الى إعدام شقيقي؟". احتجاجات فرنسية الى ذلك، دعت جمعيات تضم حقوقيين فرنسيين ومنظمات معنية بحقوق الإنسان أمس، السلطات الفرنسية الى تعليق التحقيقات التي يقوم بها المدعي العام الأميركي روبرت سبنسر في فرنسا. وبررت هذه الجمعيات والمنظمات، وبينها "نقابة محامي فرنسا" و"نقابة قضاة فرنسا" و"منظمة العفو الدولية" و"رابطة العفو الدولية" و"رابطة حقوق الإنسان" طلبها هذا بأن أميركا تطبق عقوبة الإعدام الملغاة في فرنسا، كما طلبت من السلطات الفرنسية التدخل لدى الولاياتالمتحدة للحصول على ضمانات، تجنب الموسوي مثل هذه العقوبة. وصرح رئيس رابطة حقوق الإنسان، ميشال توبيانا في هذا الإطار أنه ليس هناك ما يبرر التعاون مع الولاياتالمتحدة، ممثلة بسبنسر، خصوصاً أن التحقيقات التي يرغب في إجرائها مع المقربين من الموسوي وأفراد أسرته، تهدف الى استبعاد الظروف التخفيفية المحتملة، ومعاقبته بالإعدام. وقال إن التضامن مع الولاياتالمتحدة كامل وتام في مواجهة المأساة التي تعرضت لها، لكن هذا التضامن لا يفترض السكوت على انتهاك المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.