بيروت - رويترز- أثارت أنباء عن قيام سورية بخرق الحصار الدولي المفروض على العراق واستيراد النفط العراقي غضب بريطانيا، الا ان الولاياتالمتحدة التي تتوق الآن إلى إطاحة الرئيس العراقي صدام حسين تبدو أقل سخطاً، بعدما عدلت قائمة اولوياتها في اعقاب هجمات ايلول سبتمبر. ويقول محللون ان سورية تستفيد، بل تستغل احيانا التغيير في اولويات الرئيس الاميركي جورج بوش بعد احداث 11 ايلول وعندما اتهمت بريطانيا سورية الشهر الماضي بخرق العقوبات على العراق عبر استيراد مئة الف برميل من النفط العراقي الخام يومياً، بدا الأمر اتهاماً منفرداً. وقد نفت سورية ذلك. ولن تعترف الولاياتالمتحدة بأنها تتعامل بسلاسة مع نظام العقوبات المفروض على العراق منذ 11 عاماً. وتنفي الادارة الاميركية ايضا انها تتجاهل استيراد سورية للنفط العراقي لضمان بقاء الرئيس السوري بشار الاسد الى جانب بوش في حربه المعلنة ضد الارهاب. وقال ديبلوماسي: "لدينا مشكلة مع أي بلد يتعامل تجارياً مع العراق خارج نطاق برنامج الاممالمتحدة للنفط مقابل الغذاء". واضاف: "ان الهدف هو ان نحرم صدام حسين من المال لقصوره واستخباراته وحرسه الجمهوري. لكن يبدو انه بارع في استغلال الضعف الاقتصادي لدى جيرانه لمصلحته". وجرت مواجهة بين بريطانيا وسورية التي اصبحت عضوا في مجلس الامن، خلال جلسة مغلقة للجنة تطبيق العقوبات على العراق بشأن التقارير المزعومة عن استيرادها نفطا عراقيا. ويقول مسؤولون بريطانيون ان الزيادة في تصدير النفط السوري يمكن ان تفسر فقط اذا كانت دمشق تهرب حوالى مئة ألف برميل من النفط العراقي يوميا من انبوب النفط العراقي الذي اغلق قبل عقدين وأعيد افتتاحه عام 2000. والرواية السورية تقول ان سورية قامت فقط بفحص انبوب النفط القديم وانها تريد التعاون مع الاممالمتحدة في اي صفقة حول النفط العراقي بما فيه استخدام انبوب نفط جديد تقدمت بطلب في شأنه. وقال ديبلوماسي آخر: "كان فحصاً طويلاً، واياً يكن الوصف الذي يستخدمونه للعملية فالنتيجة ان سورية تستطيع استيراد كميات كبيرة من النفط العراقي تزيد عن حجم انتاجها. وهذا مصدر مالي للنظام العراقي لا يستهان به". وعادة ما كان ذلك يثير غضب واشنطن، الا ان المحللين يقولون ان اولويات ادارة بوش وموقفها تجاه سورية تغير بعد حوادث ايلول. ولا تزال الولاياتالمتحدة تعتبر سورية دولة راعية للارهاب لدعمها منظمات مثل "حماس" و"حزب الله" و"الجهاد الاسلامي". وقال بعض المحللين والديبلوماسيين انه بعد 11 ايلول استطاعت سورية كسب نقاط مع واشنطن لتعاونها في تبادل معلومات استخباراتية عن مجموعات اسلامية وافراد ينتمون الى تنظيم "القاعدة". وقالت كيرستن شولز من جامعة لندن للاقتصاد "انه في الظروف الحالية فإن صانعي السياسة الاميركية غير مهتمين باثارة ضجة حول قيام سورةا بخرق العقوبات". واضافت: "انها ليست قضية أساسية بل قضية أولويات، وسورية ليست ضمن هذه السياسة الآن".