يبدأ الرئيس حسني مبارك اليوم زيارة للولايات المتحدة تستغرق خمسة ايام يجري خلالها محادثات مع الرئيس جورج بوش وسط تعقيدات سياسية بالغة في الشرق الاوسط. واستبقت مستشارة مجلس الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس الزيارة بتصعيد ضد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، واعتبرت ان مغادرته او عدم مغادرته رام الله ليس لها تأثير وعليه ان يفك ارتباطه بالمنظمات الارهابية ويعتقل المسؤولين عن العمليات ضد اسرائيل. وعُلم ان لقاء مبارك وبوش الذي سيتم مساء الثلثاء المقبل سيتناول ثلاثة محاور: الأول يتعلق بضرورة العمل لعدم توسيع نطاق الحملات العسكرية وتوحيد الجهود الدولية لمكافحة الارهاب. والثاني بذل مزيد من الجهد لوقف العنف في الاراضي الفلسطينية المحتلة والعودة الى مائدة المفاوضات. والثالث يتعلق بالعلاقات بين البلدين من جهة ودول الشمال والجنوب من جهة اخرى. وقالت مصادر سياسية في القاهرة ان مبارك سيسعى خلال لقاءاته مع المسؤولين الاميركيين توضيح اهمية اقتصار حملة مكافحة الارهاب على مرتكبيها من دون الاضرار بشعوب المنطقة وضرورة التمييز بين المقاومة المشروعة لانهاء الاحتلال والدفاع عن الحقوق، والارهاب الذي تمارسه الدولة ضد شعب آخر، والتشديد على رفض توجيه ضربات عسكرية الى العراق او اي من دول المنطقة. ويتضمن برنامج الزيارة سلسلة لقاءات مع نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ووزير الخارجية كولين باول ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ورايس وعدد من قادة الكونغرس، وسيعقد اجتماعات مع عدد من اعضاء الجمعيات والاتحادات اليهودية الاميركية. وتواجه زيارة مبارك الى واشنطن عوائق عدة، إذ أكدت رايس في مقابلة بثها التلفزيون المصري امس ضرورة اتخاذ عرفات اجراءات و"تدابير ضد الارهاب والارهابيين المحيطين به"، وقللت من تأثير محاصرته في رام الله قائلة: "ليست القضية في سفر عرفات للخارج ولكن في ما ينبغي عليه عمله كزعيم للشعب الفلسطيني، وهو تفكيك المنظمات الارهابية واعتقال المسؤولين عن الارهاب"، وزادت ان "الولاياتالمتحدة تعتقد ان منظمات مثل "حزب الله" و"حماس" و"الجهاد الاسلامي" وغيرها تندرج تحت تعريف الارهاب العالمي لذا نصر على ان يفصل عرفات السلطة الفلسطينية عن هذه المنظمات". واستبق مسؤولون مصريون واميركيون زيارة مبارك الى واشنطن باتصالات مكثفة فهاتف وزير الخارجية أحمد ماهر نظيره كولن باول وتبادلا الرأي في المواضيع المطروحة على جدول اعمال الزيارة، وبحثا تطور الاوضاع في الاراضي الفلسطينية، وهاتف وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان وزير الخارجية المصري لبحث تطورات المسألة السودانية من كل جوانبها. وادلى مدير الوكالة الاميركية للتنمية الدولية في القاهرة ويلارد بيرسون بتصريحات امس اكد فيها استمرار البرامج التي تنفذها الوكالة لمساعدة الحكومة المصرية في برنامجها التنموي الطموح، مشدداً على ان المعونات التي تعهدت الولاياتالمتحدة بتقديمها الى مصر في مؤتمر الدول المانحة في شرم الشيخ لن تؤثر سلباً في نشاط الوكالة أو المعونات المقررة عقب احداث ايلول سبتمبر الماضي اضافة الى المساعدات الاقتصادية المقدمة سنوياً الى مصر وتبلغ 655 مليون دولار.