باريس، لندن - "الحياة"، أ ف ب - رفضت إدارة فندق فرنسي استضافة زبائن اسرائيليين احتجاجا على السياسة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، فيما احتج عدد من المنظمات الفرنسية بشدة على حفلات ساهرة تنظمها "جمعية رعاية الجندي الاسرائيلي" دعما للجيش الاسرائيلي. وافاد موقع الانترنت التابع لصحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية امس ان ادارة الفندق الفرنسي ابلغت اسرائيليين رغبوا في النزول فيه بأنهم "غير مرغوب فيهم". وفي التفاصيل ان الاسرائيلييْن شاي ودافني لانغ، وهما من سكان تل ابيب، اتصلا بالفندق الصغير "بستايد دي لا فاب" الواقع في منطقة بروفانس للحجز، لكن ادارة الفندق ابلغتهما ان الفندق يفرض مقاطعة على اسرائيل، لذلك لن يكون بامكانهما النزول فيه. وقال لانغ: "انوي ارسال رسالة الى وزارة الخارجية لمتابعة الموضوع. لقد فوجئنا جدا من تلقي مثل هذا الرد الذي لم نتعود مثله". ونقلت الصحيفة عن مالكة الفندق سيسيل موزوا قولها لموقع الانترنت: "هذه هي الطريقة الوحيدة التي وجدناها كي نعبر عن معارضتنا لسياسة اسرائيل. نحن لا نتفق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ومع نهجه، لكن ليس لدينا أي شيء ضد اليهود. لقد نزل لدينا العديد من الضيوف الاسرائيليين قبل الانتفاضة الثانية، ولم تكن هناك اي مشكلة، لكننا لا نريد الآن استضافة الاسرائىليين، فهذا لن يفيد احدا هنا". وزادت ان ضيوف الفندق يلتقون معاً حول طاولة العشاء، ويمكن لوجود اسرائيليين بينهم ان يتسبب بمشكلة. واضافت: "يحزننا جداً ما يحدث الآن في اسرائيل ونأمل في ان تصنعوا السلام قريباً". وزادت ان الفنادق المجاورة ايضا تتهرب من استضافة الاسرائيليين بحجج مختلفة: "يقولون لهم ان الغرف مشغولة مثلا. لكننا نحن نقول الامور على حقيقتها. ربما لا يتفق الزبون مع سياسة شارون، لكن هذا ما يمكننا عمله للتعبير عن احتجاجنا على السياسة الاسرائيلية. وهذا يشبه المقاطعة التي كنا فرضناها في السابق على جنوب افريقيا قبل سنوات". من جهة اخرى، احتج عدد من المنظمات الفرنسية بشدة على حفلات ساهرة تنظمها "جمعية رعاية الجندي الاسرائيلي" الأحد والاثنين في فرنسا دعماً للجيش الاسرائيلي. ومن المتوقع ان يشارك نحو 1200 شخص في حفلة ساهرة تقام الاحد في مرسيليا تحت رعاية رئيس هيئة الاركان الاسرائيلية شاؤول موفاز وبحضور القنصل الاسرائيلي العام تمار سماش وحاخام مرسيليا الكبير شارل بيسموت. كذلك سيشارك رئيس بلدية القدس ايهود اولمرت وسفير اسرائيل في فرنسا ايلي برنافي ونائبة وزير الدفاع الاسرائيلي داليا رابين - فيلوسوف، ابنة اسحق رابين رئيس الوزراء الذي تم اغتياله، في حفلة ساهرة الاثنين دعما للجيش في قصر الرياضة في باريس حيث يتوقع المنظمون حضور ما بين ثلاثة الى أربعة آلاف شخص. وكانت "الحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب" طلبت من وزير الداخلية الفرنسي دانيال فايان الاربعاء الماضي إلغاء هذه الحفلات الساهرة، معتبرة انها تهدد "السلام المدني". ووقع اكثر من 2500 شخص عريضة تدين هذه الحفلات الساهرة، في حين وجهت "حركة التنسيق من اجل سلام عادل في الشرق الاوسط" رسائل احتجاج الى رئيس بلدية باريس برتران دولانوي ورئيس الوزراء ليونيل جوسبان ورئيس الجمهورية جاك شيراك. واحتجت "الرابطة الاقليمية لحقوق الانسان" معتبرة ان "مجيء الجيش الاسرائيلي الذي يخوض حرباً في ظروف تدينها القوانين الدولية بشدة، الى بلادنا هنا في مرسيليا لجمع الاموال بهدف مواصلة اهدافه، امر يثير استنكارا عاما". وطلب اتحاد النقابات المحلية من رئيس الشرطة "حظر هذا التجمع" الذي اعتبره "غير لائق". من جهته، رأى "الاتحاد اليهودي - الفرنسي من اجل السلام" ان هذه التظاهرة "غير مواتية واستفزازية ولامسؤولة". وأعلن منظم الحفلة الساهرة في باريس جيل تايب ان "جمعية رعاية الجندي الاسرائيلي" التي يرأسها تنظم كل سنة ومنذ عشر سنوات سهرات لجمع التبرعات التي تسمح بتمويل اعمال خيرية من اجل الجنود والايتام والارامل في اسرائيل، خصوصا تقديم منح دراسية لجنود شبان اتموا الخدمة العسكرية التي تستغرق ثلاث سنوات. الا ان هذه الحفلات الساهرة تقام هذه السنة في حضور مسؤولين عسكريين كبار، في وقت يواصل الجيش الاسرائيلي عمليات واسعة النطاق ضد الفلسطينيين. ورأى نائب وزير الخارجية الاسرائيلي الحاخام ميكايل ملكيور ان الحفلات الساهرة لدعم الجيش الاسرائيلي "مهمة جدا"، وذلك خلال زيارة عابرة اول من امس الى باريس التقى خلالها وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين. وقال خلال مؤتمر صحافي: "اعتقد في ظل الوضع الراهن انه من المهم ان ندعم جيشنا لاننا من دونه لما كنا موجودين". واضاف: "هذه الحفلة تقام كل سنة والهدف منها تشجيع جنودنا ومساعدة الجنود المعوقين او الجرحى".