قدّمت روسيا الى ايران مشروعاً لبناء مفاعل نووي ثان في مدينة بوشهر جنوب. وأوضح المدير العام لمؤسسة صادرات القطع النووية الحكومية الروسي فيكتور كوزولوف ان الجانب الروسي قدّم الى الجانب الايراني التصاميم المتعلقة ببناء المفاعل النووي الثاني في المكان الذي حدد سابقاً. وأضاف كوزولوف الذي يزور ايران: "ان هذه التصاميم حديثة وتتضمن آخر التقنيات المتعلقة بصناعة الطاقة النووية". ودعا الجانب الايراني الى الانتهاء سريعاً من درس التصاميم للوصول الى اتفاقات جديدة من أجل بدء الاعمال التنفيذية للمشروع. وكانت روسيا أعلنت استعدادها لبيع هذا المفاعل الى ايران اثناء زيارة الرئيس الايراني محمد خاتمي لموسكو العام الماضي، الا ان الاعلان الروسي عن تقديم تصاميم هذا المشروع الى الجانب الايراني، يشكل خطوة عملية من جانب روسيا في رفض الضغوط الاميركية المتزايدة والهادفة الى وقف التعاون النووي الايراني - الروسي. كما يشكّل رداً على الاشاعات التي تحدثت عن مغادرة الخبراء الروس مفاعل بوشهر النووي بعد التهديدات الاميركية لإيران. ومن المقرر ان يتم تدشين الوحدة الاولى من هذا المفاعل نهاية سنة 2003، وفق عقد بقيمة 800 مليون دولار، وهو عقد ينص ايضاً على تدريب الخبراء الايرانيين وتوفير الوقود اللازم لهذه المحطة. وتقول ايرانوروسيا ان تعاونهما النووي هو للأغراض السلمية ويخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اذ قامت هذه الوكالة بارسال 60 وفداً الى محطة بوشهر العام الماضي فقط للإشراف على طبيعة الاعمال التي يتم انجازها في ظل اتهامات اميركية لإيران بالسعي الى الحصول على أسلحة الدمار الشامل. ويرفض الروس هذه الاتهامات، وهو ما جدده كوزولوف الذي اتهم "منافسي روسيا بالعمل على اخراج بلاده من السوق الدولية لبناء المحطات النووية". وقال: "ان ايران والهند والصين من الشركاء الدائمين لروسيا في المجال النووي". ويشكل استمرار الخبراء الروس في بناء مفاعل بوشهر النووي، مظلة روسية الى جانب المظلة الايرانية لحماية هذا المفاعل من أي ضربة عسكرية أميركية بعد التهديدات التي اطلقها الرئيس الاميركي جورج بوش ضد ايران.