مع اقتراب عيد الاضحى المبارك، بدأت قوافل الحجاج بالتوجه الى المملكة العربية السعودية لاداء فريضة الحج. وتحسباً للمشكلات والصعوبات التي تواجه هؤلاء الحجاج، والذين يبلغ عددهم هذه السنة زهاء 21 الف حاج لبناني، عمدت هيئة رعاية شؤون الحج في لبنان الى تحضير أربعة أفلام إعلانية إرشادية، بهدف تسهيل ذهاب الحجاج وعودتهم من "حجهم المبرور وسعيهم المشكور". تقدم الاعلانات على طريقة مشاهد تمثيلية قصيرة، بطلها يحزم حقيبته فينصحه أبوه الحاج بأن تقتصر على أقل ما يمكن من الاغراض الشخصية والثياب الخاصة... خصوصاً ان حملها مسافات طويلة أمر محتمل. وتترابط الاعلانات الثلاثة الاخرى عبر ارشادات توصي بحفظ منطقة السكن والدخول والخروج من الباب نفسه، وابلاغ رجال الامن عند حصول أي طارئ. فيما يشدد احدها على ضرورة الالتزام بتعليمات رئيس الحملة تلافياً للضياع. أما الحضور الى المطار فيجب ان يسبق اقلاع الطائرة بست ساعات عند الذهاب، وباثنتي عشرة ساعة عند العودة. تلك المعلومات قدّمتها الافلام الاعلانية الاربعة من خلال تقنية تصويرية بسيطة عززت المعلومة على حساب التمثيل والديكور والملابس... فكانت الصيغة الارشادية واضحة فيها. وعمدت بعض المحطات اللبنانية الى عرضها بكثافة وخلال برامج مختلفة، ما سمح بمتابعتها من المشاهدين كافة على اختلاف مستوياتهم الفكرية والثقافية. الا ان كثافة العرض لم تلغ بعض الفوضى فظهر الاعلان نفسه في البرنامج نفسه اكثر من مرة" وهذا ما ألزم المشاهد على متابعة أكثر من برنامج للاستفادة من الارشادات الاربعة. لعل الحملة التي قامت بها هيئة رعاية شؤون الحج جيدة وفاعلة، فالطريقة التي اتبعت هي الافضل لترسيخ الارشادات والتوعية في مناسبة ثمينة لدى كل مسلم. وقد تفوقت على الفقرات والبرامج التي خصصت للمناسبة، لانها عكست تساؤلات الحجاج، وأجابت عليها في شكل مباشر وسريع، خصوصاً انها تعرض في فترة زمنية لا تتجاوز الدقيقتين. وساعد في ذلك اللغة البسيطة والواضحة في كتابة نصها. لكنها حتماً كانت ناقصة. فالحجاج اللبنانيون تفوق اعمارهم الاربعين سنة وهذا يعني أنهم من الفئة العاملة والمسؤولة. لذلك كان من الاجدر تكثيف الارشادات وتفصيلها لتشمل ارشادات رؤساء الحملات، وكيفية التصرف داخل الحرم الشريف. وهذا ما كان سهل ايضاً عملية التنظيم التي تقوم بها هيئة رعاية شؤون الحج، خصوصاً مع تخصيص تسع رحلات اضافية يومياً من لبنان الى المملكة للمناسبة. على ان هيئة رعاية شؤون الحج في لبنان عرفت كيف تستفيد من عصر المرئي والمسموع بطريقة سهلة، مباشرة وحضارية وبعيدة عن البهرجة الاعلامية التي باتت ترافق المناسبات الدينية على اختلافها.