يمتاز النرجس بجذر بصلي قد يكون سامّاً، ومع ذلك تنتشر زراعته كثيراً بسبب ازهاره. والاسم النباتي لهذا النوع لا يشتق كما هو شائع من الميثولوجيا التي تتحدث عن فتى كان يحاول الامساك بصورته المنعكسة على وجه الماء في الجدول. وكان يذوي كلما فشل في الامساك بها الى ان مات غرقاً، وكان اسم هذا الشاب نرجس Narcissus. والنرجس ورد يعيش وحيداً فمتى نما في مكان لا يترك الفرصة لغيره من الازهار، ومن ذلك اطلاق صفة "النرجسي" على الاناني عاشق نفسه ... لكن الاشتقاق غير صحيح. الاقرب الى الصحيح ان الاسم مشتق من الكلمة الاغريقية Markao اي "الخدر" وعلى اساس تأثير الخدر الذي يحدثه البنج الموجود في النبتة، اما سقراط فسمى هذه الزهرة: "اكليل شيطان الآلهة" بسبب تأثيرها المخدر. والصحيح ان المادة المستخرجة من بصلة النرجس عند وضعها على جرح مفتوح تحدث خدراً مذهلاً في كل بقعة من الجهاز العصبي يلحقه شلل في عضلات القلب. وكان من عادة الاغريق القدماء زراعة هذه النبتة وبين القبور. وتعتبر بصلة النرجس وزهرتها من مسببات القيء الفوري. كما تعتبر زهرات بعض الاجناس ذات سمّية خفيفة، وحصل ان الاطفال الذين ابتلعوا اجزاء منها اصيبوا بعوارض خطيرة. أحد انواع النرجس المسمى "دفوديل" له تأثير على الجهاز العصبي ما حدا بالاطباء الى استعمال بصلة هذا النوع وازهاره من النرجس في علاج حالات الهستيريا وحالات الصرع وحققوا نتائج جيدة. وتستعمل ازهار النرجس المجففة لمعالجة انواع الالتهابات التي تصيب القصبة الهوائية عند الاطفال. وفي مكافحة وباء الاسهالات في الصيف. ويستعمل النرجس في فرنسا لمعالجة انواع المغص. اضافة الى ذلك فإن تقطير بصلة النرجس يعطي مادة طيّارة زيتية ذات رائحة منفرة ولون بني يُستعمل في الصباغة. وهذه المادة تسمى كورستين وهي موجودة ايضاً في قشر البصل. اما الاطباء العرب القدماء فاستعملوا زيت النرجس لعلاج الصلع وتنشيط الطاقة الجنسية. وعام 1578 جرى عزل مادة قلوية من بصل النرجس، ثم في عام 1910 عزلت مادة النرجس الاساسية Narcissine التي تحتوي الفوائد الطبية كلها. ويستعمل النرجس في لحم كسور العظم، والتئام الجروح من دون ترك اثر للجرح. كما يستعمل في علاج النقرس والصلع وتساقط الشعر والبهاق والكلف والنمش ومرض الثعلبة وعلاج امراض المفاصل والفالج والصداع العصبي.