نفت مجموعة "سيمبور" البرتغالية للاسمنت في بيان أمس عزمها الانسحاب من منطقة شمال افريقيا والتركيز على استثماراتها في جنوب اميركا خصوصاً البرازيل، بسبب الأوضاع المالية التي يعيشها بعض الشركات البرتغالية منذ احداث 11 أيلول سبتمبر الماضي. وذكر البيان ان "سيمبور" التي تملك ثلاثة مصانع في كل من المغرب وتونس ومصر، قررت ضخ استثمارات جديدة في المنطقة لزيادة انتاجها من الاسمنت والخرسانة الى 6.15 مليون طن سنوياً، عبر توسيع وحداتها العاملة في هذه الدول. وقال انه "عكس ما تردد تماماً، فإن خطة مجموعة سيمبور ستجعل من شمال افريقيا ومن المغرب خصوصاً منطقة نشاطها الاستراتيجية، وأنها قررت تحديث مصانعها وزيادة قدرتها الانتاجية في مجال الاسمنت". وكانت معلومات ترددت عن قيام مجموعة "فيفاندي يونفرسال" الفرنسية باتصالات مع "سيمبور" اسمنت البرتغال لشراء مصانعها في المغرب في اطار خطة لشراء حصص اسبانية وبرتغالية اخرى في المنطقة خصوصاً في شركة "ريدال" التي تدير خدمات الماء والتنظيف والكهرباء في العاصمة الرباط، والتي قررت شركة كهرباء البرتغال المساهم الرئيسي فيها الانسحاب من رأس المال والانتقال الى البرازيل. ولم تنف "فيفاندي" نيتها التوسع في شمال افريقيا وشراء حصص اضافية في شركات منسحبة من المنطقة بعدما باتت تملك مساهمات في مشاريع عدة في المغرب وتونس ومصر وموريتانيا والسنغال تمتد من قطاع الاتصالات الى الكهرباء الى مياه الشرب والبيئة والأقراص المدمجة والاعلام. وحققت المجموعة الفرنسية العام الماضي 57 في المئة من نشاطها خارج أوروبا. وقدر حجم أعمالها في الخارج بنحو 16.7 بليون يورو. وتملك المجموعة في المغرب حصصاً تزيد قيمتها على ثلاثة بلايين دولار. واعتبرت "سيمبور" التي تملكت عام 1996 غالبية أسهم "شركة اسمنت تمارة" انها غير معنية بمصير الشركات البرتغالية الاخرى في المغرب، وان تواجدها في شمال افريقيا سيتعزز بوحدات جديدة لانتاج الاسمنت الذي يتزايد الطلب عليه، في المنطقة لتلبية حاجات الاعمار والبناء. وكشفت الشركة انها سترفع انتاجها في المغرب الى 1.1 مليون طن من 800 ألف طن، وانها ستزيد انتاجها في شركة "اسمنت جبل اوست" التونسية الى 1.5 مليون طن. كما تقرر بناء وحدة انتاج ثالثة في "شركة العامرية للاسمنت" في مصر لرفع الانتاج الى 3.5 مليون طن من أجل مواجهة المنافسة التي يفرضها فتح أسواق شمال افريقيا في مجال مواد البناء في اطار برامج الاسكان الضخمة التي تخطط لها هذه الدول.